المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january06.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يوحنا المعمدان يمهد الطريق ليسوع المسيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس .. ذكرى اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن

الياس بجاني/#سمير_جعجع_ذمي_ومكتر

الياس بجاني/سييد امونيوم عميل إيراني بإمتياز

الياس بجاني/سيد امونيوم عميل إيراني كامل الأوصاف. خطابه اليوم نفاق واعتداء على لبنان واللبنانيين واهانة لكل ما هو عقل ووطن وسيادة واستقلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ولكن من قتل جو بجاني؟/داني حداد/أم تي في

بـ"فيديو حزين".. فيروز تنعي إلياس الرحباني

استكبار واستفزاز، هل يريد حزب الله اشعال الفتنة؟

استقالة عون لا تكفي.. حزب الله متحكم "باللعبة" ولن يسمح بانتخابات لا يضمن نتائجها

رصاصة تهديد على شباك سيارته، مارك ضو يردّ: انتهى زمنكن

 من يحرّك السوق السوداء ايام العطل ومنتصف الليالي؟!

هل يعلم “الحزب” أنه يجر لبنان إلى الفتنة؟

رسالة مفتوحة الى الرئيس إيمانويل ماكرون من نوفل ضو

في لبنان... مرضى «كورونا» يُتركون لمصيرهم لامتلاء أسرة العناية الفائقة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 05/01/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 5 كانون الثاني 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فوز المستقلون برئاسة مجلس المندوبين في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية.. بدأ زمن إسترجاعها

السيادة اللبنانية… حبر على صفحات الدستور؟!

تمزيق صور وحقن طائفي… هل يقترب لبنان من الفتنة؟

التيار” و”الحزب” في انتظار الساعة الصفر!

باسيل يريد الثلث "الضامن"، وهذه هي الاسباب

دويلة داخل الدولة.. هكذا سرق “حزب الله” الاقتصاد الوطني

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

بيان العلا: صفحة جديدة وتكاتف في وجه التهديدات/فيصل بن فرحان رداً على سؤال للعربية: توقيع الاتفاق طي كامل للخلاف مع قطر

ما تأثير "المصالحة الخليجية" على "إسرائيل" والمنطقة؟

عقوبات أميركية جديدة على إيران

جولة لأمير قطر في سيارة ولي العهد السعودي

“عناق” سعودي-قطري… وحدة خليجية لمواجهة التحديات

مصر توقع على «بيان العلا»... وتثمن جهود المصالحة مع قطر

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عن بيان التضامن: التهديدات التي تواجهنا مشتركة لأن أمننا مرتبط

بعد قمة العلا.. الخارجية الأميركية تشدد على أهمية التعاون لمواجهة “التهديدات المشتركة”

خمس دول جديدة تنضم إلى مجلس الأمن

واشنطن تمدّد الإعفاء الممنوح لبغداد لاستيراد الطاقة من طهران/العراق يستورد من إيران ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء

واشنطن تعاقب قطاع التعدين الإيراني.. "مصدر دخل مهم للنظام"/وفقا لهذه العقوبات سيتم تجميد جميع الممتلكات والمصالح التابعة للكيانات والافراد المصنفين في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السيّد يؤكد: لبنان أرض إيرانية/خالد البوّاب/أساس ميديا

مسح دولي للمطار وأمنه: لبنان خارج حسابات المصالحة الخليجية/منير الربيع/المدن

عن "بوسي" الذي فاز بالأهمّ: "هيك برتاح أكتر"/كبريال مراد/أم تي في

حماس وحزب الله يرثان القاعدة وداعش/أحمد عدنان/عكاظ

جمهورية اللامعقول تحت صور سليماني والمهندس/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

"الثوري الإيراني" يضعضع مجددا علاقة التيار بالحزب.. ما تحت الطاولة وما فوقها/ بولا أسطيح/الكلمة اونلاين

صواريخ حسن نصرالله وموت الياس الرحباني/محمد أبي سمرا/المدن

"التميّيز" اتّخذَت قرارَها ... تَنحيةُ القاضي صوان!/ميشال نصر/"ليبانون ديبايت

السيادة بين التغريدة والصاروخ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إنقاذ الرئاسة أو إنقاذ الرئيس/وائل أبو فاعور/الشرق الأوسط

قاسم سليماني... أكثر من اغتيال/نديم قطيش/الشرق الأوسط

خطر المشروع الإيراني/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

إيران والفوضى في المنطقة!/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

جريمة مروعة في الهرمل.. سارقان مجهولان قتلا شقيقين!

إقفال كنائس بيروت حتى 1 شباط بسبب كورونا

جعجع لنصر الله: لبنان يعاني من الانهيار والذل بسبب مقاومتك

الحريري رد على لبنان القوي: المشكلة واضحة وهي داخلية عبر التمسك بشروط تعجيزية تنسف كل ما نصت عليه المبادرة الفرنسية

لبنان القوي رحب بالمصالحة الخليجية ودعا الحريري الى تحمل مسؤولياته والتوقف عن إستهلاك الوقت واختلاق العراقيل الداخلية لتأخير تشكيل الحكومة

الكتائب: سلاح حزب الله يعرض لبنان للحصار والعقوبات واستدعاء السفير الايراني ضرورة سيادية

التيار المستقل دعا الى التنديد بتصريحات تنتهك السيادة وكرر مطالبته بحكومة انقاذ عسكرية

السنيورة: استمرار التدخل الايراني بلبنان وإلغاء سيادة الدولة غير مقبول وعلى رئيس الجمهورية الدفاع عن اللبنانيين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سَأَلُوهُ وقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا تُعَمِّد، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ المَسِيح، ولا إِيليَّا، ولا النَّبِيّ؟». أَجَابَهُم يُوحَنَّا قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِٱلمَاء، وبَيْنَكُم مَنْ لا تَعْرِفُونَهُ، هُوَ الآتِي وَرائِي، وأَنَا لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من19حتى28/:"هذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ اليَهُود، مِنْ أُورَشَليم، كَهَنَةً ولاوِيِّينَ لِيَسْأَلُوه: «أَنْتَ، مَنْ تَكون؟». فَٱعْتَرَفَ، ومَا أَنْكَر، إِعَتَرَفَ: «أَنَا لَسْتُ المَسيح»، فَسَأَلُوه: «مَا أَنْتَ إِذاً؟ هَلْ تَكُونُ إِيلِيَّا؟». فقَال: «لَسْتُ إِيلِيَّا». قَالُوا: «هَلْ تَكُونُ أَنتَ النَّبِيّ؟». فَأَجَاب: «لا!». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ تَكُون، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟». أَجَاب: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ». وكَانَ المُرْسَلُونَ مِنَ الفَرِّيسيِّين. فَسَأَلُوهُ وقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا تُعَمِّد، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ المَسِيح، ولا إِيليَّا، ولا النَّبِيّ؟». أَجَابَهُم يُوحَنَّا قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِٱلمَاء، وبَيْنَكُم مَنْ لا تَعْرِفُونَهُ، هُوَ الآتِي وَرائِي، وأَنَا لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».جَرَى هذَا في بَيْتَ عَنْيَا، عِبْرِ الأُرْدُنّ، حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس .. ذكرى اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن

 من أرشيف 2016

#elias_Bejjani_Dayem_Dayem.

المراجع التي أخذ منها محتوى التقرير هي: الإنجيل المقدس/كتاب معاني الأيام لفؤاد افرام البستاني/الجزء الأول/موقع الحكواتي الالكتروني

 

http://eliasbejjaninews.com/archives/34702/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/

 

#سمير_جعجع_ذمي_ومكتر

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2021

سمير جعجع الذمي مروكبي معه ع "الأكثرية الحاكمة"وهو منها وفيها ومتعامي عن احتلال حزب الله وعن القرارات الدولية..ما عاد إلو عازي.. #سمير_جعجع_ذمي_ومكتر

 

سييد امونيوم عميل إيراني بإمتياز

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2021

الياس بجاني/سيد امونيوم عميل إيراني كامل الأوصاف. خطابه اليوم نفاق واعتداء على لبنان واللبنانيين واهانة لكل ما هو عقل ووطن وسيادة واستقلال

 

الياس بجاني/من أرشيف 2013/بالصوت: قراءة في المعاني والمفاهيم العملية للآية الإنجيلية، “من لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري واحداً”

أرشيف عام 2013

http://eliasbejjaninews.com/archives/94556/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-2013-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7/

القراءة الإيمانية مستوحاة من انجيل القديس لوقا 22/35حتى38: “ثم قال لتلاميذه: “عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لا. فقال لهم: أما الآن، فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري سيفا. أقول لكم: يجب أن تتم في هذه الآية: وأحصوه مع المجرمين. وما جاء عني لا بد أن يتم. فقالوا: يا رب! معنا هنا سيفان. فأجابهم: كفى!”.

الياس بجاني/بالصوت فورماتWMA/قراءة في المعاني والمفاهيم العملية للآية الإنجيلية، “من لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري واحداً”/اضغط هنا للإستماع للقراءة

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/elias.buy.a sword.wma

الياس بجاني/بالصوت فورماتMP3/قراءة في المعاني والمفاهيم العملية للآية الإنجيلية، “من لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري واحداً”/اضغط على العلامة في أسفل إلى يمين الصفحة للإستماع للقراءة

data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/elias.buy.a sword.mp3

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ولكن من قتل جو بجاني؟

داني حداد/أم تي في/05 كانون الثاني 2021

هو اليوم الخامس عشر بعد مقتل الشاب جو بجاني. سُحب الاسم من التداول. طوى الإعلام الصفحة، واستمرّت الحياة طبيعيّة. وقعت الجريمة في ضوء النهار. صوّرت الكاميرات. جُمعت الأدلّة والبصمات. ولا شيء حتى الآن. لا نشكّك ولا نستبق، ولكن نخشى أن تنضمّ قضيّة جو بجاني الى قضايا شبيهة أخرى. قد نعدّ عشر قضايا، عشرين... وأكثر. من يذكر جوزيف صادر المخطوف منذ ١٢ شباط ٢٠٠٩؟ ١٢ سنة، ولا حقيقة ولا خبر ولا جثّة حتى. جرائم كثيرة أخرى بقيت مجهولة الفاعل. في المقابل، تنكشف العمليّات التي لا طابع سياسيّاً لها في ساعاتٍ أو أيّام. ولكن، يجب ألا ننسى قضيّة جو بجاني، وهذه مسؤوليّة الإعلام والعائلة وأهل الكحالة، بلدته. ومسؤوليّة الجهات المعنيّة، سياسيّة وقضائيّة وأمنيّة، أن تطمئن الى أنّ التحقيقات مستمرّة، وبالسرعة المطلوبة، لأنّ الفاعلين، بعد هذه المدّة كلّها، ربما أصبحوا خارج لبنان يقرأون هذه السطور ويهزأون.

والغريب أنّ التعتيم يلفّ هذه القضيّة، إذ أنّ لا أعداء لجو، ولا معلومات عن ارتباطه بأيّ قضيّة أو جهة سياسيّة، إلا أنّ التحقيقات لا بدّ أنّها وصلت الى معطيات، من خلال الاستماع الى أفراد عائلته والكشف عن داتا الاتصالات ومتابعة كاميرات المراقبة... على أمل أن نسمع قريباً خبراً عن مرتكبي جريمة قتل جو بجاني، سنواصل الإضاءة على هذه القضيّة، ولن ننسى. حسبُ المعنيّين في الدولة ألا ينسوا، أو يتناسوا..

 

بـ"فيديو حزين".. فيروز تنعي إلياس الرحباني

05 كانون الثاني 2021

نعت العملاقة فيروز الموسيقار الراحل الياس الرحباني بفيديو مؤثر عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك"، بعد وفاته من جراء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". ونشرت فيروز، الفيديو، الذي يظهر فيه لقطات للراحل إلياس الرحباني، مع موسيقى من تلحين "الأخوية الرحبانية" لأغنية "هجروا الأحبا الحارة".

ولقى المنشور تفاعلا كبيراً من رواد موقع التواصل الاجتماعي، الذين بدورهم كتبوا عبارات رثاء تتحدث عن الراحل.

 

استكبار واستفزاز، هل يريد حزب الله اشعال الفتنة؟

المركزية/05 كانون الثاني 2021

تحدّث الامين  العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، بنوع من "الفوقية" مع اللبنانيين. هو اعتبر ان احدا في العالم ما كان لينتبه لوجودهم لولا وجود حزب الله والمقاومة وصواريخها المرسلة من ايران. وذهب الى حد القول لهم ان املهم الوحيد بالخروج من المأزق المالي الذي يغرقون فيه اليوم، هو الثروة النفطية، التي ايضا، تحرسها وتحميها المقاومة، وإلا، لكان العدو الاسرائيلي وضع يده عليها واستباحها. في موازاة هذه النبرة الاستكبارية – الاستعلائية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"- مستعيرة هذه العبارات من قاموس محور الممانعة الذي عادة ما يستخدمها لتوصيف تعاطي الاميركيين مع العالم- كان الحزب وأنصاره يرفعون مجسّمات وصورا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي قتل في غارة اميركية على الاراضي العراقية، في لبنان، بقاعا وجنوبا وفي قلب العاصمة وضواحيها. لكن الاخطر ان هذه العملية لم تقتصر على المناطق التي لحزب الله نفوذ فيها أو حضور شعبي، بل امتدت الى مناطق لا بيئة حاضنة له فيها، بل على العكس: فقد لصق مؤيدوه صورة سليماني على مجسم الثورة في قلب بيروت، قبل ان يرفعوا له صورا في نهر الكلب ايضا! هذه الخطوة الاستفزازية لم تمر دون ردة فعل. فقد احرق عدد من المواطنين من اهل المنطقة، الصور هذه، امس، رافعين في المقابل، صورا للرئيس الشهيد بشير الجميل والرئيس رفيق الحريري، حسب ما أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل منصات التواصل الاجتماعي. على الاثر، سُجل مساء امس انتشار كثيف للجيش على مداخل عين الرمانة، وسط مخاوف من ردات فعل، على خطوط التماس التاريخية هذه، بين سكانها المؤيدين للقوات اللبنانية والكتائب، من جهة، وسكان منطقة الشياح الداعمين لحزب الله وحركة امل، من جهة ثانية. كل ذلك، في حين افيد عن تجمعات تحت جسر المشرفية تم خلالها حرق صور الرئيس بشير الجميّل.

وكان مجهولون اقدموا على إحراق صور لسليماني على طريق عام بريتال السبت الماضي، كما وقع ليل الأحد – الاثنين إشكال بين أنصار لـ«حزب الله» و«الحزب الشيوعي» في بلدة عدلون جنوبا، تخلله تمزيق متبادل لصور رموز وقادة تابعين للطرفين. بعد سرد هذه الوقائع، تسأل المصادرالمعارضة، هل يعرف الامين العام لحزب الله تداعيات نبرته وتصرّفات حزبه، على الوضع اللبناني الهش؟ إن كان يعلم، فهذه مصيبة وان كان لا يعلم، فالمصيبة أكبر. مواقف الحزب وممارساته توتّر الساحة المحلية وتنفخ في نار الفتنة الاهلية وتتهدد باشعال نيرانها. فهل هذا ما يريده اليوم؟ وهل من مصلحته توتير الداخل كونه الاقوى ليس فقط سياسيا، بل عسكريا وعدديا ايضا؟ اللعبة هذه خطيرة، تتابع المصادر، فاستفزاز الناس في عقر دارهم، عبر رفع صور لرموز ايرانية في مناطقهم، لا يمكن ان تمرّ مرور الكرام، ويعرف القاصي والداني، انها ستقابل بتصعيد. وعليه، وإن كان الحزب لا يريد اذكاء الصراعات المذهبية والسياسية في لبنان، فالمطلوب من امينه العام أولا الاقلاع عن الخطاب التحريضي، الذي يعتبر فيه ناسَه، من الدرجة الاولى، فيما الباقون فئة أدنى لا وجود لهم لولا صواريخ الحزب، وثانيا، ضبط قاعدته وردعها عن كل ما يثير الفتن والحزازيات.. فهل يفعل؟ الجواب قد يأتي في خطابه المنتظر في الايام القليلة المقبلة والذي سيتطرق فيه الى الملف اللبناني.

 

استقالة عون لا تكفي.. حزب الله متحكم "باللعبة" ولن يسمح بانتخابات لا يضمن نتائجها

المركزية/05 كانون الثاني 2021

لا امكانية للخروج من الوضعية السياسية الراهنة، القاتلة للاقصاد والمال والاعمال والسياحة و"الآمال" والاحلام، والبشر والحجر، الا برحيل المنظومة الحالية كلّها. هذا ما تقوله اوساط سياسية في المعارضة لـ"المركزية"، مشددة على ان رحيل حجر واحد من الدومينو هذا، لا يكفي. فالمطلوب تغيير شامل وكامل من رأس الهرم وصولا الى القاعدة. الاوساط تقول ان استقالة رئيس الجمهورية، التي يرفع شعارَها بعضُ الجمعيات السياسية والمدنية، جيّدة، ولا نمانعها، الا ان وقعها على المعادلة القائمة اليوم، سيكون ضئيلا، كزوبعة في فنجان، لا اكثر ولا أقلّ، اذا لم تترافق وانقلاب في موازين القوى النيابية القائمة اليوم. وتتابع "فلنسلّم جدلا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرر غدا ترك منصبه والرحيل. ما هو السيناريو الذي سيلي"؟ الاكثرية النيابية، التي يتحكّم بها حزب الله، سترتّب أمورها سريعا، وستعيد انتخاب رئيس من قلب صفوفها، نسخة طبق الاصل عن العماد عون من ناحية القماشة السياسية – الاستراتيجية، هذا ان لم تكن نسخة مطورّة اكثر عنه، لناحية ولائها التام والكامل، لخط الممانعة في المنطقة عموما، ولمبادئ حزب الله ونظرته للبنان كساحة وصندوق في تصرف الجمهورية الاسلامية الايرانية، في شكل خاص. فهل سيساهم تطور كهذا في وضع لبنان على طريق الانقاذ المرجو؟ ام سيغرقه اكثر في حفرة ازماته السياسية والمالية ويفاقم عزلته الاقليمية والدولية؟ مفتاح الخروج من هذا المأزق عنوانه "انتخابات نيابية مبكرة"، قادرة على اخراج قرار الحل والربط في الحياة السياسية كلّها، من يد حزب الله. ووفق الاوساط، لهذا السبب، يرفض الحزب وحلفاؤه بشدة اي طرح من هذا القبيل، خاصة وفق قانون الانتخابات الحالي. وما طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري تعديل القانون الحالي، لصالح آخر، يعطي الارجحية للفريق الشيعي وقاعدته الناخبة تمثيليا، الا لتأخير الاستحقاق من جهة، وضمان ان تأتي نتائجه لصالح الثنائي الشيعي وحلفائه، من جهة ثانية، بما يتيح له ابقاء اللعبة السياسية – وبابُها في لبنان هو البرلمان – تحت سيطرته. ووفق الاوساط، اذا لم يتأكد حزب الله وحلفاؤه ان الانتخابات النيابية ستسمح له بايصال رئيس جمهورية يناسبه الى قصر بعبدا، فإنه لن يتردد في العمل على ارجائها، وسيضغط لتمديد ولاية المجلس الحالي الى أجل غير مسمّى! وتذهب ابعد لتقول ان الحزب - في حال رأى ان الرئيس عون (وفريقه السياسي)، بات مزعجا له (اذا طوّر مثلا انتقاداته لطهران ومواقفها كما فعل عون ردا على كلام قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني)، فهو لن يتردد في رفع الغطاء عنه، والانتقال الى خطة استبداله برئيس جمهورية جديد، "أخفّ وجعة رأس له"! نعم، تتابع الاوساط، الحزب لن يتخلّى ابدا عن موقعه الريادي – القيادي، كمتحكّم بمفاصل الحياة السياسية اللبنانية كلّها، من الرئاسة الاولى الى الثانية مرورا بالثالثة حيث له الكلمة الفصل في تكليف رؤساء واستبعاد آخرين، ولن يتنازل بسهولة او مجانا عن هذه المكتسبات كلّها... من هنا، لا بد من تضافر جهود قوى المعارضة السياسية والمدنية والشعبية بدعم دولي – اممي، للدفع نحو انتخابات نيابية مبكرة سريعة، والا لا أمل بوقف درب الجلجلة ولا بإنزال لبنان عن الصليب، في المدى المنظور، تختم الاوساط.

 

رصاصة تهديد على شباك سيارته، مارك ضو يردّ: انتهى زمنكن

القناة 23 /05 كانون الثاني 2021

في بلدنا، تلقي رأسك على وسادتك ليلًا وانتَ غير مطمئن لما قد يحدث لك غدًا. حالة من القلق نعيشها في كل تفاصيل يومنا، حالة من الذعر تربكنا في طريقة مشينا، تحدد لنا كلماتنا ونحن نكتب، وتقرر مصيرنا. فتخيلوا حين نتخذ القرار بمواجهة الخوف وكسر الصمت والاصنام والمقدسات السياسية، بأي جهنّم سنعيش؟  لا شك أن السلطات التي تقوم على دمائنا لن ترحل الّا بالدماء، وبتنا اليوم نعرف أكثر من أي وقت مضى أن معركتنا مع سلطاتنا طويلة وعنيفة ولن نحتفل بالورود دون تحمل الشوك. دخول عالم السياسة في بلدنا يعني دخولك الى حقل الغام، أي حركة "يمين شمال" ينفجر بك الحقل كلّه.

مارك ضو شابّ سياسي دخل معترك السياسة متسلحا بأفكاره الثورية ورؤيته الطامحة لبلد أفضل من "الغابة" التي نعيش فيها، استيقظ اليوم ليجد رصاصة موضوعة بشكل أفقي على زجاجة سيارته. الكاميرات لم تكن حليفة مارك، فلم تستطع التقاط أي صورة واضحة للفاعل الارهابي. ورغم جهود الأجهزة الامنية بمحاولة رفع البصمات، الّا أن الارهابي كان حرفي بما فيه الكفاية.  في حديث أجرته قناة 23 مع مارك ضو، يقول مارك بأن هذه الرصاصة أتت بعد تراكم تهديدات لسنين، أي منذ بدأ عمله ونشاطه السياسي وخاصة نشاطه في منطقة عاليه اثناء انتفاضة تشرين. فهو المعروف بمعارضته للطبقة السياسية برمتها، لا يخشى قول الحق حتى ولو هُدّدَ الفَ مرّة. يعتبر مارك أنّه يشكل اليوم خطرًا جديًّا على الطبقة السياسية  وهو معارض شرس لها لم يتوانَ عن اشهار معارضته يومًا. عند سؤال مارك عمّا اذا كان يعرف الجهة التي تقدمت بهذا العمل الإرهابي، أجاب بأن منشوراته الأخيرة قد تُعطي فكرة عن الجهة المسؤولة. وفي نظرة سريعة على منشوراته نجد أنه لم يستثنِ احدًا، لم يصوّب السهام على جهة دون أخرى. وفي بلدنا، اذا عارضت أحدهم فأنت تعارضهم "كلن يعني كلن" ولن تعرف من أين تأتيك الرصاصة. ولكن يقول مارك بوضوح: "كلّو مكمل، وانتهى زمنكن".

 

 من يحرّك السوق السوداء ايام العطل ومنتصف الليالي؟!

عمر الراسي/وكالة أخبار اليوم/05 كانون الثاني 2021

تقبّل المواطن اللبناني فكرة ان سعر صرف الدولار في السوق السوداء يتراوح ما بين ٨٠٠٠ ل.ل. و٨٥٠٠، انما عمليا ومن خلال مصروفه فينطبق عليه المثل الشائع "لعم ياكل العصي مش متل لعم يعدها". فباتت هناك اجور موظفين لا تكفي ثمن شراء قطعة ثياب او حتى الدخول الى السوبر ماركت.

نطلاقا من هذا الواقع المرير الذي نعيشه جزم مصدر اقتصادي ان تسعيرة الدولار في السوق السوداء غير مرتبطة باي امر واقعي له علاقة بعملية تسعير سعر الصرف. ويلاحظ ان تطبيقات تحديد سعر الصرف لا تتوقف عن العمل 24/24 من ضمنها ايام الاحاد والاعياد والعطل الرسمية، حيث تسجل ارتفاعا دون معرفة الاسباب في ظل غياب التداول. وقال المصدر لوكالة "اخبار اليوم"، هذا دليل على ان من يتحكم بالسوق هم مجموعة قراصنة "مشكلين" بين صرافين وتجار وسياسيين، حيث المنطق المالي يقول انه خلال الفترة التي سبقت الاعياد كان هناك حاجة للدولار "الطازج" من اجل تحويله الى الخارج لاستيراد متطلبات الاسواق بمناسبة الاعياد، مع العلم ان اموال المغتربين لم تظهر لانهم لم يأتوا لتمضية عطلة الاعياد ككل عام. وهنا سأل المصدر ما سبب تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء الـ ٨٥٠٠ ل.ل. على عكس لحظة وصول الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الاستشارات النيابية حيث سجل انخفاضا ملحوظا ولامس الـ ٧٦٠٠ ، فهل تم شراء مبالغ كبيرة من الدولار في السوق السوداء، ليعود ويرتفع في اليوم التالي من خلال لعبة قامت بها هذه العصابة كي تستفيد؟! واستغرب المصدر عدم وصول سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى ١٢٠٠٠ او ١٥٠٠٠ ل.ل. معتبرا ان مكونات صمود البلد غير متوفرة من الامن الى المال وصولا الى الصحة... من جهته، شرح الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان ان ما يحصل على مستوى سعر الصرف هو لعبة صرافين، حيث هؤلاء يروّجون لشائعات قد تتناول تعثر تأليف الحكومة وانعكاسات الوضع السيء، من اجل التخلص من دولارات اشتروها على سعر منخفض، وحين يريدون الشراء مجددا، يروجون لشائعات معاكسة ، معتبرا ان هؤلاء يحركون ويتحكمون بالتطبيقات الالكترونية حول السوق السوداء، مشيرا الى ان غياب التنظيم هو سبب هذه الحركة صعودا وهبوطا.

وردا على سؤال، رأى ابو سليمان ان كل المؤشرات لا تبشّر بان سعر صرف الدولار سيتجه نحو الانخفاض، ولكن حين يتحدث حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن مبلغ ملياري دور يمكن من خلاله دعم السلع الاساسية والغذائية فان الوضع يكون مختلفا عما يتردد عن ان ما تبقى من الاحتياطي لا يتجاوز الـ 600 مليون دولار، وبالتالي ليس هناك اي مبرر لمزيد من الارتفاع في سعر صرف الدولار. وكيف يمكن ضبط الوضع؟ اجاب: انها السوق السوداء غير الخاضعة لاي قانون او اي نظام ولا يمكن السيطرة عليها، لافتا الى انها ايضا خارج نطاق مصرف لبنان الذي لا يستطيع ان يؤثر في السوق السوداء ، وبالتالي يفترض بالاجهزة الامنية ان تتحرك.

 

هل يعلم “الحزب” أنه يجر لبنان إلى الفتنة؟

وكالة الانباء المركزية/05 كانون الثاني/2021

تحدّث الامين  العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، بنوع من “الفوقية” مع اللبنانيين. هو اعتبر ان احدا في العالم ما كان لينتبه لوجودهم لولا وجود حزب الله والمقاومة وصواريخها المرسلة من ايران. وذهب الى حد القول لهم ان املهم الوحيد بالخروج من المأزق المالي الذي يغرقون فيه اليوم، هو الثروة النفطية، التي ايضا، تحرسها وتحميها المقاومة، وإلا، لكان العدو الاسرائيلي وضع يده عليها واستباحها. في موازاة هذه النبرة الاستكبارية – الاستعلائية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”- مستعيرة هذه العبارات من قاموس محور الممانعة الذي عادة ما يستخدمها لتوصيف تعاطي الاميركيين مع العالم- كان الحزب وأنصاره يرفعون مجسّمات وصورا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي قتل في غارة اميركية على الاراضي العراقية، في لبنان، بقاعا وجنوبا وفي قلب العاصمة وضواحيها. لكن الاخطر ان هذه العملية لم تقتصر على المناطق التي لحزب الله نفوذ فيها أو حضور شعبي، بل امتدت الى مناطق لا بيئة حاضنة له فيها، بل على العكس. فقد لصق مؤيدوه صورة سليماني على مجسم الثورة في قلب بيروت، قبل ان يرفعوا له صورا في نهر الكلب ايضا! هذه الخطوة الاستفزازية لم تمر دون ردة فعل. فقد احرق عدد من المواطنين من اهل المنطقة، الصور هذه، امس، رافعين في المقابل، صورا للرئيس الشهيد بشير الجميل والرئيس رفيق الحريري، حسب ما أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل منصات التواصل الاجتماعي. على الاثر، سُجل مساء امس انتشار كثيف للجيش على مداخل عين الرمانة، وسط مخاوف من ردات فعل، على خطوط التماس التاريخية هذه، بين سكانها المؤيدين للقوات اللبنانية والكتائب، من جهة، وسكان منطقة الشياح الداعمين لحزب الله وحركة امل، من جهة ثانية. كل ذلك، في حين افيد عن تجمعات تحت جسر المشرفية تم خلالها حرق صور الرئيس بشير الجميّل. وكان مجهولون اقدموا على إحراق صور لسليماني على طريق عام بريتال السبت الماضي، كما وقع ليل الأحد – الاثنين إشكال بين أنصار لـ«حزب الله» و«الحزب الشيوعي» في بلدة عدلون جنوبا، تخلله تمزيق متبادل لصور رموز وقادة تابعين للطرفين. بعد سرد هذه الوقائع، تسأل المصادرالمعارضة، هل يعرف الامين العام لحزب الله تداعيات نبرته وتصرّفات حزبه، على الوضع اللبناني الهش؟ إن كان يعلم، فهذه مصيبة وان كان لا يعلم، فالمصيبة أكبر. مواقف الحزب وممارساته توتّر الساحة المحلية وتنفخ في نار الفتنة الاهلية وتتهدد باشعال نيرانها. فهل هذا ما يريده اليوم؟ وهل من مصلحته توتير الداخل كونه الاقوى ليس فقط سياسيا، بل عسكريا وعدديا ايضا؟ اللعبة هذه خطيرة، تتابع المصادر، فاستفزاز الناس في عقر دارهم، عبر رفع صور لرموز ايرانية في مناطقهم، لا يمكن ان تمرّ مرور الكرام، ويعرف القاصي والداني، انها ستقابل بتصعيد. وعليه، وإن كان الحزب لا يريد اذكاء الصراعات المذهبية والسياسية في لبنان، فالمطلوب من امينه العام أولا الاقلاع عن الخطاب التحريضي، الذي يعتبر فيه ناسَه، من الدرجة الاولى، فيما الباقون فئة أدنى لا وجود لهم لولا صواريخ الحزب، وثانيا، ضبط قاعدته وردعها عن كل ما يثير الفتن والحزازيات.. فهل يفعل؟ الجواب قد يأتي في خطابه المنتظر في الايام القليلة المقبلة والذي سيتطرق فيه الى الملف اللبناني.

 

رسالة مفتوحة الى الرئيس إيمانويل ماكرون من نوفل ضو

05 كانون الثاني/2021

السيد الرئيس، يعاني لبنان، كغيره من دول عدة في الشرق الأوسط، منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي من الآثار السلبية لمشروع "تصدير الثورة" الذي أطلقه آية الله الخميني بعد نجاحه في إقامة "الجمهورية الإسلامية" في إيران سنة 1979. إن هذا المشروع الذي يهدد استقرار دول عدة في الشرق الأوسط والخليج العربي هو النسخة الإيرانية لمشروع أدولف هتلر النازي للسيطرة على أوروبا في النصف الأول من القرن الماضي. وكما أن الإنسانية في أوروبا والعالم، دفعت قبل ثمانين عاماً أكثر من خمسين مليون ضحية ومليارات الدولارات من الخسائر الاقتصادية نتيجة لمشروع هتلر التوسعي، هكذا فإن دول الشرق الأوسط، ومن بينها لبنان، تدفع منذ أربعين عاماً الأثمان نفسها بسبب المشاريع الإيرانية التوسعية. لقد حاولت أوروبا الحرة، وفي مقدمها فرنسا، جاهدة عام 1938 تلافي الحرب والمآسي الإنسانية من خلال معاهدة ميونيخ بين بريطانيا وفرنسا وايطاليا من جهة، وألمانيا النازية من جهة مقابلة، لكن هتلر استفاد من حسن النوايا الأوروبية لكسب الوقت واستكمال تحضيراته العسكرية لشن الحرب العالمية الثانية. وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم من خلال استغلال إيران "حسن النوايا" الفرنسية لكسب الوقت واستكمال الانقضاض على أكثر من دولة في الشرق الأوسط ومن بينها لبنان لتغيير هويته الديموقراطية وثقافته وحضارته وتركيبته الديموغرافية.

السيد الرئيس، إننا لا نشكك لحظة في صدق "المبادرة الفرنسية" التي أطلقتموها تجاه لبنان. لكن تجربتنا كلبنانيين تجعلنا نخشى من النتائج الكارثية لهذه السياسة بفعل النوايا والممارسات الإيرانية. يؤمن اللبنانيون بالقيم الإنسانية والسياسية والديمقراطية للثورة الفرنسية (حرية – مساواة – أخوة) ويعتبرون ترجمة هذا الشعار المدخل الضروري لحل مشاكل الفساد الذي طبع إداء الطبقة السياسية التي فرضها على اللبنانيين بقوة السلاح والقهر والاغتيالات، الاحتلال السوري للبنان بين العامين 1976 و2005، ومن ثم الإحتلال الإيراني منذ العام 2005. لقد كان لجهود فرنسا في مجلس الأمن الدولي في صيف 2004 الفضل الكبير في استصدار القرار 1559 الذي أدى في نيسان 2005 الى انسحاب الجيش السوري من لبنان. لكن المؤسف أن لبنان لا يزال يعاني، بعد مرور أكثر من خمس عشرة سنة على هذا القرار من عدم استكمال تطبيقه لناحية نزع سلاح الميليشيات وفي مقدمها سلاح حزب الله الإيراني، وبسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الشرعية على أراضيها كلها، مما يعطل الحياة الديمقراطية في لبنان، مع ما يعنيه ذلك من غياب للمحاسبة السياسية والمساءلة القضائية، وصولا الى الانهيار المالي والاقتصادي وتفاقم الأزمات الاجتماعية.

السيد الرئيس، إن اللبنانيين يتطلعون الى فرنسا، لمساعدتهم في استعادة حريتهم وسيادتهم واستقلالهم كمدخل لا غنى عنه لمكافحة الفساد والإصلاح السياسي والاقتصادي. فالثابت أن لا ديموقراطية في ظل الاحتلال الإيراني الذي يمثله حزب الله بسلاحه ومشروعه وحروبه الداخلية والإقليمية، علماً أنه في غياب الديموقراطية لا مجال لقضاء مستقل، وفي غياب القضاء المستقل لا مجال للمحاسبة، وفي غياب المحاسبة لا مجال للإصلاح ومكافحة الفساد. لقد عاش الشعب الفرنسي هذه التجربة في ظل الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية عندما تشكلت حكومة فيشي برئاسة الماريشال بيتان. يومها، لم يناد الجنرال ديغول بالإصلاح وإعادة الإعمار، ولكنه توجه الى الفرنسيين وحلفاء فرنسا في العالم للعمل على تحرير فرنسا... وبعد التحرير انطلقت ورشة إعادة الإعمار في فرنسا وأوروبا على أسس الديموقراطية والشفافية والتنمية المستدامة. إن اللبنانيين الأحرار، المتمسكين بقيم الديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، يتوجهون اليوم الى فرنسا والعالم الحر، بالنداء ذاته الذي أطلقه الجنرال ديغول والفرنسيون الأحرار في 18 حزيران 1940، طالبين المؤازرة والمساعدة لتحرير أرضهم ومؤسساتهم من الاحتلال الإيراني المتمثل بسلاح حزب الله ومنظومته السياسية، وكلهم أمل بأنكم، كمؤتمنين على قيم الثورة الفرنسية (الحرية والمساواة والأخوة)، لن تسمحوا بأن يكون لبنان وشعبه ثمناً للمشروع التوسعي الإيراني على طاولة التسويات والمصالح الإقليمية والدولية، خصوصاً أن لبنان يعاني اليوم من المشروع الإيراني التوسعي لزعزعة لاستقرار دول الشرق الأوسط والخليج العربي، تماماً كما تعاني دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض وأوروبا من المشروع التركي التوسعي الذي تواجهونه بسبب تهديده استقرار اوروبا وشمال افريقيا وصولا الى القوقاز.

نوفل ضو/منسق التجمع من أجل السيادة

 

في لبنان... مرضى «كورونا» يُتركون لمصيرهم لامتلاء أسرة العناية الفائقة

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2021

قبل أيام، اصطحبت راشيل حلبي والدها المسنّ إلى أحد مستشفيات بيروت، بعدما ساءت حالته جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، لكن الطبيب طلب منهم إعادته إلى المنزل مع آلة أوكسيجين لأن العناية الفائقة بلغت طاقتها القصوى. وقالت السيدة المصابة بدورها بالفيروس لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف: «طلب منا الطبيب إعادته إلى المنزل وتأمين آلة أوكسيجين مع إعطائه العلاج. بقينا على هذا الوضع لأيام عدة لكنه لم يتحسّن». وأضافت بحرقة: «لم نترك مستشفى لم نتصل به وكلهم كرروا الجواب ذاته: لا مكان لدينا، قسم الطوارئ ممتلئ والموجودون ينتظرون بالدور نقلهم إلى العناية الفائقة».

وأفاد مسؤولون وأطباء في الأيام الأخيرة عن مستشفيات رئيسية تخطت طاقتها الاستيعابية مع ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير خصوصاً خلال فترة الأعياد، وعن حاجة عدد أكبر من المصابين لدخول أقسام العناية المركزة. ودفع تزايد تفشي الفيروس السلطات أمس (الاثنين) إلى إعلان إقفال عام جديد بدءاً من الخميس حتى مطلع الشهر المقبل، في محاولة للحد من ارتفاع عدد الإصابات وتخفيف الضغط عن المستشفيات. وتخطى إجمالي الإصابات 192 ألفاً بينها 1499 وفاة. بعد اتصالات كثيفة، تمكنت راشيل من إيجاد سرير لوالدها إيلي (85 عاماً) في مستشفى خاص في مدينة زحلة (شرق)، مقابل دفع مبلغ 15 مليون ليرة (10 آلاف دولار وفق سعر الصرف الرسمي) كوديعة. وسألت بانفعال: «ماذا يفعل أولئك غير القادرين على تأمين المبلغ؟ هل يعقل ذلك؟».

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ العام الماضي فاقمها انفجار المرفأ المروّع في 4 أغسطس (آب). ونجا والدها «بأعجوبة» من الانفجار الذي تسبب بدمار منزله في منطقة الجميزة المتاخمة للمرفأ، لكن ذلك عرّضه لالتقاط الفيروس خلال «متابعته مع الجمعيات والجيش ترميم منزله وتلقي المساعدات»، وفق قولها. وبينما تنتظر عائلة إيلي أن ينقله الصليب الأحمر إلى زحلة لتلقي العلاج خلال الساعات المقبلة، يبحث الصحافي جان نخول مع عائلته عن سرير لجدته (83 عاماً).

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الثلاثاء): «اتصلنا بمستشفيات عدة ولم نجد لها مكاناً. أقسام العناية الفائقة ممتلئة، ومن لديه سرير فارغ أبلغنا بأنه لا يمكنهم استقبالها ما لم يصبح وضعها حرجاً لأن الأولوية لصغار السنّ». ويضيف: «أحضرنا آلة قياس الأوكسيجين وماكينة تنفس إلى المنزل في حال تفاقم وضعها». على موقع «فيسبوك»، كتبت روى زوين ليل أمس: «سيدة تبلغ 69 عاماً تعاني من أعراض حادة جراء إصابتها بكوفيد - 19 تحتاج دخول مستشفى بشكل عاجل ولا أسرة شاغرة. هل بإمكان أحد المساعدة؟». ورغم عمل وزارة الصحة خلال الأسابيع الأخيرة على زيادة عدد الأسرة الخاصة بمرضى كورونا في المستشفيات، فإن ذلك لم يكن كافياً. وقال الطبيب فراس الأبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي يقود جهود التصدي للوباء: «في الآونة الأخيرة، تجاوز الارتفاع في أعداد حالات الكورونا الزيادة في أعداد أسرة العناية». وخاضت جومانا بدورها تجربة البحث المضني عن سرير لوالدتها قبل العثور على مكان في مستشفى في بعلبك (شرق). وقالت: «نشعر كما لو أننا نستجدي» سريراً، بعدما وضعت «بعض المستشفيات اسم والدتي على قائمة انتظار ولم تعاود الاتصال بنا قط». وكان الأطباء والعاملون في القطاع الصحي حذروا من أنّ معدل إشغال الأسرة في وحدات العناية المركزة يرتفع بشكل خطير، عشية توجه السلطات إلى تخفيف القيود قبل موسم الأعياد والسماح بفتح الملاهي والحانات، في محاولة لإنعاش الاقتصاد المتداعي، من دون أن يلقى تحذيرهم آذاناً صاغية. وجراء هذا التراخي، سجل لبنان ليلة رأس السنة 3507 إصابات، في معدل يومي قياسي منذ بدء تفشي الوباء. وتجد الطواقم الطبية نفسها مرهقة جراء الضغط وبعدما طالت الإصابات المئات من العاملين فيها. وقال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى أوتيل ديو في بيروت أنطوان زغبي: «الوضع اليوم كارثي، سواء لناحية عدد المصابين الذين يتدفقون إلى الطوارئ أو سوء حالاتهم».

وينقل الصليب الأحمر اللبناني، وفق ما يشرح أمينه العام جورج كتانة: «قرابة مائة مصاب يومياً يحتاجون إلى مستشفيات». وتناشد وزارة الصحة المستشفيات الخاصة التي تشكّل أكثر من ثمانين في المائة من قطاع الاستشفاء في لبنان، المشاركة بشكل أكبر في تحمّل أعباء التصدي للفيروس، فيما تنتظر تلك المستشفيات دفع مستحقات مالية متأخرة لها منذ سنوات. على مواقع التواصل لاجتماعي، ينتقد كثر إدارة السلطات اللبنانية لأزمة كوفيد - 19، وتتحدث وسائل الإعلام المحلي عن «سيناريو إيطالي» واقع لا محالة في البلد الصغير. وكتب غابي شامي على «تويتر»: «في لبنان، بدأت خطوط الانتظار اليوم في كل مكتب رسمي أو مصرف. ينتظر الناس حتى الشهر المقبل من أجل إتمام أعمالهم غير المنجزة. لا خطة لدى لجنة كورونا، وكل من أعضائها على كوكبه الخاص. مع إغلاق عام أو بدونه، سيواصل كورونا تسجيل انتصارات».

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 05/01/2021

وطنية/الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

ميلاد مجيد لدى الطوائف الارمنية الأرثوذكسية وعساه يبشر بميلاد لبنان الجديد.

بعد يوم العيد, إقفال تام للبلد الخميس بمواجهة كوفيد 19، يوازيه إقفال في الاتصالات السياسية المتعلقة بتأليف الحكومة الجديدة, ولا همة, وربما لا هم لدى المعنيين.

وإذا كان المطلوب "صفر" خروقات لتدابير الاقفال والالتزام التام، فإن المطلوب خرق كبير للجدار أمام المسار نحو تأليف الحكومة، وهو الحد الأدنى الواجب على هؤلاء المسؤولين.

في الغضون سبعون في المئة من اللبنانيين على شفير الفقر المدقع، والمواطن يئن تحت وطأة انخفاض قيمة الليرة اللبنانية ثمانين في المئة وأكثر, ومع تضخم 144 بالمية الى الآن.

وفيما الانظار خارج لبنان وأيضا" داخله, شاخصة الى تسلم جو بايدن مقاليد البيت الابيض الاميركي في العشرين من الحالي، برزت سلسلة تطورات بحرية ايرانية في الخليج، في موازاة قمة لمجلس التعاون الخليجي في العلا بالسعودية.

تجدر الاشارة الى قرارت التطبيع الاسرائيلية الأخيرة مع دولتين على الأقل من مجلس التعاون، وفي جهة افريقية شطب السودان المطبع من لائحة الارهاب الأميركية .

إذن، اعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال افتتاح القمة الخليجية في دورتها 41 في المملكة العربية السعودية ان "الملك سلمان بن عبد العزيز أوعز بإطلاق اسمي السلطان قابوس والشيخ صباح رحمهما الله على القمة".

ورأى ولي العهد ان "البرنامج النووي الإيراني يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي"، مؤكدا انه "ينبغي تعزيز التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي".

وأضاف: "ننظر ببالغ الشكر والتقدير لجهود رأب الصدع التي سبق أن قادها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد, واستمر بمتابعتها الأمير الشيخ نواف الأحمد".

القمة انعقدت بحضور أمير قطر بن سلمان استقبله في المطار, وعناق طويل بينهما.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

اليد على زناد معركة تطبيق نظام الإقفال العام لمدة خمسة وعشرين يوما إعتبارا من بعد غد الخميس.

أما تفاصيل الإجراءات والتدابير الواجب إعتمادها فجاءت على متن تعميم لرئاسة الوزراء اليوم.

وفي غمرة السباق بين الإقفال العام وإنهيار المنظومة الصحية بإنتظار اللقاح الموعود تبقى العبرة في مدى الحزم الواجب إعتماده في تنفيذ الإجراءات بجدية ومهنية سواء من جانب السلطات المعنية أو المواطنين.

جدية لا أثر لها في حفلات ما قبل الإقفال أو PRE-LOCKDOWN PARTY التي رصدت دعوات إليها، في ضرب أرعن لأدنى درجات تحمل المسؤولية ومراعاة الخطورة الكارثية لإنتشار فيروس كورونا فهل يحصل هذا في غير لبنان، وإن كان مثل هذه الدعوات قد أجهض تحت ضغط حملة إعلامية مضادة على وسائل التواصل الإجتماعي!!.

وفيما تقترب ساعة الصفر لبدء الاقفال العام، لا يبدو أن الساعة الحكومية قد حانت تأليفنا، اذ لم تظهر مؤشرات يمكن البناء عليها لإحياء المسار الحكومي ما خلا كلاما للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي توقع أن يستأنف البطريرك بشارة الراعي تحركه في الأيام المقبلة مؤكدا أن المبادرة الفرنسية بعناوينها الكبرى لا تزال قائمة.

في قمة العلا الخليجية، تم تكريس المصالحة السعودية - القطرية بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني شخصيا في أعمالها بعد وساطة كويتية - أميركية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الجنون في حد ذاته هو أن ينتظر اللبنانيون بدء الاقفال التام اعتبارا من الخامسة من فجر بعد غد الخميس ليستوعبوا حجم تفشي فيروس كورونا في البلاد وليتعاملوا معه على هذا الاساس.

اليوم، بلغ عدد المصابين 3620 من بينهم 11 حالة في القطاع الصحي و17 حالة وفاة.

وصلنا الى السيناريو السيء، فنحن أمام شبه انفجار وبائي وأمام سرعة انتشار للفيروس. فالوباء خرج عن السيطرة وكأنه في لحظة أصيب الكثير من الناس من حولنا دفعة واحدة.

تشبه كورونا بوجهها اللبناني "التسونامي"، فهي تسللت إلى كل منزل ووضعت المستشفيات والاطباء والطواقم التمريضية تحت ضغط غير مسبوق.

أسرة المستشفيات المخصصة لمرضى الكوفيد-19 شبه ممتلئة، أما إمكان علاج الحالات الخطيرة في غرف العناية الفائقة فتضاءل الى أقصى حدود بسبب نقص الأسرة والموارد البشرية الطبية.

ومن حاله من المرضى غير خطيرة وتقتضي علاجا في المنزل، فوجد نفسه وعائلته تبحث من دون جدوى عن أدوية العلاج المفقودة وعن آلات الأوكسجين التي تبخرت من الأسواق.

لو كان فينا ذرة عقل، لما انتظرنا الاغلاق ولا الدولة واستثناءاتها.

لكنا انزوينا في منازلنا منذ منتصف تشرين الثاني الفائت عندما بدأت الأعداد تتصاعد ومعها يرتفع عدد إشغال الاسرة في المستشفيات.

لكنا استوعبنا ولو لمرة واحدة أن سبعين في المئة من العدوى ناجم عن الاختلاط الضيق في المنازل، أي بلغتنا "الغداوات والعشوات والزيارات والجيران والاهل، والعيب، إي نعم العيب من انو نقول للعالم ما منستقبل".

العيب كل العيب أن نستمر بتخلفنا هذا، العيب كل العيب أن يغلق البلد ويستمر الاختلاط الاجتماعي.

فاليوم ومنذ هذه اللحظة، تعالوا نغلق أبواب منازلنا فنحمي من في داخلها، تعالوا نحجر انفسنا مقتنعين لا مرغمين، فحرام موت العالم في منازلها، حرام ألا نعطي انفسنا ومستشفياتنا وأطباءنا وممرضينا ودولتنا أوكسجين لإعادة تعبئة امكاناتنا لأنه ما من أصعب من الموت اختناقا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

قبل يومين من العودة إلى الإقفال العام، عداد كورونا يحلق، مسجلا 3620 إصابة، و17 حالة وفاة، ليكرس الأزمة الصحية أولوية مطلقة على الروزنامة اللبنانية في الشهر الأول من العام الجديد، مكررا السؤال التالي: هل تلتزم غالبية المواطنين هذه المرة بالإجراءات الوقائية، بعدما دق الخطر كل الأبواب ؟

وفي المقابل، هل تطبق الجهات الرسمية المعنية تلك الإجراءات بصرامة، أم تبقى متلهية بخلافاتها التي لا طائل منها، والتي غالبا ما ترخي بظل من التراخي على فرض الاجراءات كما يلزم في ايام الاقفال؟

الجواب رهن أرقام ما بعد الإقفال، وإذا كان بعض اللبنانيين لا يقولون الحقيقة، فالأرقام لا تكذب.…

وفي انتظار بلورة المشهد الصحي، الصورة الحكومية تنتظر بلورة المشهد الخارجي، ولاسيما الأميركي بعد العشرين من الشهر الجاري، في وقت يتداول بعض وسائل الإعلام معطيات متناثرة حول أفكار جديدة على مسار تشكيل الحكومة، علما أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يخصص إطلالة كاملة الثامنة والنصف من مساء الجمعة المقبل للشأن المحلي، فيما يتوقع أن تصدر مواقف هامة عن جهات سياسية أخرى في الأيام التي تلي.

أما على المستوى الإقليمي، فاحتل المشهد الخليجي اليوم صدارة المشهد، في ضوء مصالحة محورها سعودي-قطري، وارتداداتها خليجية وعربية وإقليمية ودولية.

وفي هذا السياق، اعتبر وزير الخارجية السعودية مساء، أن قمة السعودية تفتح صفحة جديدة لاستقرار الخليج وتضامنه، ويدعو إلى التصدي المشترك لأي تهديدات لأمنه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

من طلب العلا سهر الليالي بثلاث سنوات حصار انتهت بالقبل .

فقمة العلا أنتجت مجلسا للتعاون الخليجي بدءا من حرارة الاستقبال في المطار وانتهاء بالبيان الختامي . والصورة اختصرها مشهد استقبال حار خص به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أقل، خصم السنوات الثلاث، بسيارته وتبادلا الود والتآخي في جولة على جمال مدينة دخلت التاريخ الخليجي.

عناق العلا كسر التباعد في زمن كورونا وقرب المسافات في قمة ليست افتراضية جلس فيها الحلفاء والخصوم وجها لوجه بعدما أزالوا الحواجز وأنهوا الخلافات وفتحوا الحدود المشتركة . هي قمة أعادت وصل ما انقطع بين البيت الخليجي الواحد فرجعت قطر إلى الحاضنة الخليجية للعمل على تعزيز أمن الخليج واستقراره باتفاق تضامن أرسته مبادرة الكويت.

سار الخليج على خطى المصالحة في وجه الفزاعة الإيرانية التي جعلها دونالد ترامب شماعة لابتزاز دول الجوار وها هو في سباق المسافة القصيرة للخروج من البيت الأبيض يبارك قمة العلا بحضور وفد أميركي ليقطف نصرا ما عاد يصرف في سوق الرئاسة وإن أوعز في تسجيل صوتي لقلب الخسارة ربحا بفضيحة "جورجيا غيت" وجعل من الولاية ساحة لتصفية الحساب وارتكب جرما بحق الديمقراطية بنسختها الأميركية.

رسم ترامب إجراءات عزله بجائحة الغباء فيما العالم يخوض حربا شرسة على كورونا وأخواتها دخل فيها اللقاح في سباق التسلح ولبنان الموعود بالتلقيح في شهر شباط يتخبط بين المفرد و"المجوز"، ويضع قدما في الإغلاق وأخرى في فتح المؤسسات حتى صار الاستثناء قاعدة وحظر التجوال قيمة ليست مضافة للحد من انتشار الوباء.

ولبنان المضروب بجائحة الحكومة المستعصية لا حول له إلا بلقاح ماكرون، وهذا اللقاح لا يزال يخضع لتجارب سريرية بين بعبدا وبيت الوسط وطرحه في سوق التداول مؤجل حتى إشعار آخر.

ومن هذا الضياع دخل التحقيق في جريمة انفجار المرفأ نفقا جديدا بتنحي قاضيين من محكمة التمييز التي تنظر في طلب تنحي المحقق العدلي القاضي فادي صوان لاستشعار الحرج بحسب المدعى عليهما الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر.

وإلى هذه الدوامة انضم رأي قانوني آخر زعم فيه المحامي محمد مغربي أن إحالة الملف إلى المجلس العدلي تجديف قانوني وباطل من أساسه ولا يحق للحكومة إحالة القضية إلى هذا المجلس من دون إقامة دعوى، وبالتالي فإن هذا الرأي ينسف التحقيق مضافا إليه رأي آخر يقول إن التنحي من محكمة التمييز ناجم عن ضغوط سياسية وثمة ما يدبر في الكواليس.

وإن كل ما يدور حول التحقيق في جريمة المرفأ ما هو إلا هروب الى الأمام ومضيعة للوقت وللحق في معرفة الحقيقة لغاية في تبرئة المتورطين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لماذا نشعر دائما اننا متأخرون وفاشلون في كل الامور تقريبا؟ في السياسة خربنا الدولة وشلعنا الوطن وشرعنا الكيان على كل مصالح الارض . في الاقتصاد أفلسنا أو نحن على شفير الافلاس .

في البعد الاستراتيجي ضعنا وضيعنا العالم بنظريات غريبة عجيبة وبثلاثية لا يصدقها أحد. كل هذا صار مفهوما ومسلما به من الجميع. لكن ان يصل الفشل الى الصحة والكورونا ايضا فأمر غير مفهوم وغير مقبول . فنحن ومنذ ثلاثة اشهر تقريبا نتبجح ونعلن بالفم الملأن اننا انجزنا الاتفاق مع شركة "فايزر" وان اللقاحات ستصل في بدايات شهر شباط المقبل.

فجأة قرأنا اليوم ان رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال وافقا على توقيع العقد مع شركة فايزر لشراء اللقاحات ضد كورونا. الخبر يعني ان العقد لم يوقع بعد مع فايزر. فلم التأخير؟ وما سبب المماطلة؟

الا يدرك القائمون على الوضع الصحي عندنا ان دولا كثيرة بدأت التلقيح منذ مدة، وان دولا عدة تكاد تنتهي من تلقيح شعبها بأكمله قريبا؟ حقا انه الفشل بعينه، وهو يشبه الى حد بعيد فشل الدولة والحكومة في تطبيق قرارات الاقفال العام ما جعل جائحة كورونا تجتاح مجتمعنا بشكل جنوني، وما جعلنا جميعا ضحايا محتملين لوباء لا يهمل ولا يمهل.

هكذا صرنا جميعا " نومينيه" على لائحة كورونا، بل صرنا كعشرة عبيد زغار في رواية اغاتي كريستي ننتظر دورنا للاصابة بالوباء من دون ان نملك سلاح دفاع و لقاحا نقاوم به اصابتنا المحتملة

وتدبير الاغلاق العام قد لا يكون أفضل حالا من حجز اللقاح.

فبعد انتظار طويل تبين ان الاغلاق الذي يبدأ الخميس المقبل يتضمن استثناءات كثيرة، اي انه لن يكون عاما كما قيل وكما كان متوقعا. فلم توسيع دائرة الاستثناءات الى هذا الحد ؟ الا يدرك القيمون على الشأن الصحي ان دولا كثيرة فرضت اغلاقا شاملا بلا استثناءات كبيرة بعد انتشار المرض كما انتشر في لبنان ؟ ام ثمة من يراهن بعد على وعي المواطنين وتحملهم المسؤولية، وهي نظرية سقطت نهائيا في فترة الاعياد ؟

على اي حال، الحجر الصحي الذي يبدأ الخميس يواكبه حجر للتشكيلة الحكومية المنتظرة. فالمسعى البطريركي ينتظر عودة رئيس الحكومة المكلف من سفره. والمبادرة الفرنسية معلقة في انتظار تبدل ما على الساحة السياسية وهو تبدل يصعب حصوله قبل تسلم جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الاميركية.

اقليميا، خطوة خليجية ايجابية تحققت، عبر قمة عقدها قادة مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية شهدت عودة قطر الى محيطها الطبيعي وتحقق المصالحة بينها وبين السعودية.

واللافت ان البيان النهائي للقمة شدد على قوة مجلس التعاون وتماسكه وعلى وحدة الصف بين اعضائه. فهل نحن امام مرحلة جديدة خليجيا تعيد خلط الاوراق في المنطقة؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

وداع الشهداء، هو ما يليق برفيق جهادهم وصوت نضالاتهم وصدى انتصاراتهم.

فكانت مراسم الشهيد في وداع فقيد الاعلام الزميل علي المسمار..

بعد ان تلا عناوين الانتصارات وزف الشهداء والانجازات وصل علي المسار في آخر مشواره ليكون هو العنوان، ويؤكد في خلاصة مسير النضال والجهاد انه موصل لا محال الى عز في الدنيا وكرامة في الآخرة.

في آخر ساعات الوداع الثقيل اعاد الاعلام المقاوم الى الهرمل وديعتها، فاحتضنته في ترابها بعد ان انجز المهمة، عاد علي ليسكن في ترابها، ايقونة للاعلام المقاوم.

فكل الشكر لمن شارك في الوداع الرمزي الذي فرضته جائحة كورونا، وكل الشكر لمن التزم عدم الحضور وودع علي بدعاء او صلاة او كلمة طيبة..

والكلمة الطيبة سيسمعها اللبنانيون عند الثامنة والنصف من مساء الجمعة المقبل، حيث سيطل الامين العام لحزب الله عبر شاشة المنار متحدثا عن آخر التطورات السياسية المحلية.

تطورات ابرزها اليوم جائحة كورونا التي سجلت رقما قياسيا جديدا فاق الثلاثة آلاف وستمئة اصابة.

اما قرار الاقفال العام الذي وقعه رئيس الجمهورية اليوم بناء لتوصية استثنائية من رئيس حكومة تصريف الاعمال ولجنة كورونا الوزارية، فلم يقفل السجال بين الرافضين لفكرة الاقفال من اصله، والمتشددين بضرورة تطبيقه – الرافضين للاستثناءات المعطاة لبعض القطاعات، ما يفقد الاقفال غايته بحسب لجنة الصحة النيابية.

قضائيا وبحسب ما علمته المنار فان القاضية ايفون بو لحود دخلت الغرفة السادسة لمحكمة التمييز المعنية بالنظر بطلب النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل تنحية القاضي فادي صوان عن قضية المرفأ، والقاضية بو لحود دخلت الغرفة بعد ان وافق القاضي روكس رزق على طلب تنحي القاضيين فرونسوا الياس ورولا مسلم.

اقليميا برزت المصالحة الخليجية التي تمت خلال قمتهم التي عقدت في العلا السعودية بنظارة المستشار الرئاسي الاميركي جاريد كوشنير، فوقعت الدول المشاركة على قرار انهاء ما عرف بالخلاف بين قطر والدول الاربع، على امل ان توقع الاحقاد التي تكنها لبعضها البعض.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 5 كانون الثاني 2021

وطنية/الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021

صحيفة النهار

ـ حاولت السلطة اللبنانية التملص من مسؤوليتها عن موقع تهريب الغاز والمازوت الذي انفجر عند الحدود باعتباره ‏داخل الاراضي السورية علما ان البضاعة المهربة لبنانية واصحاب المستودع كذلك.

ـ لوحظ أنّ محطات عربية وخليجية أفردت مساحة واسعة لتداعيات كلام المسؤول الإيراني عن لبنان وانعكاساته ‏على الوضع اللبناني من جوانبه كافة.

ـ أثارت زيارة وزيرة لمرجعية رئاسية ومعايدته حملة واسعة من الانتقادات والتعليقات على مواقع التواصل ‏الاجتماعي.

ـ بدا الاصرار على الاستمرار في حجز المحامي جيمي حدشيتي كأنه تصفية حساب مع نقيب المحامين ملحم خلف ‏بعدما حاول اطلاقه من القوى الامنية التي رأت انه من غير الممكن ان يتدخل النقيب في كل مرة لكسر قرارها.

صحيفة الجمهورية

ـ وصفت تقارير دبلوماسية بشكل متناقض الحملات المتبادلة بين قوتين دولية وإقليمية منها ما يخشى الحرب ‏والعكس صحيح.

ـ يتردد أن بعض أصحاب المصارف يسيّرون أعمالهم من منازلهم منكفئين عن التجول ليس بسبب كورونا إنما ‏لأسباب أمنية ولا يتجولون إلا بحراسة أمنية مشددة.

ـ تتظهّر الخلافات في الحكومة المستقيلة أكثر فأكثر وتظهر للعلن في كل مرة يجري البحث عن حلول للأزمات ‏وآخرها كانت التدابير لإقفال البلد.

صحيفة اللواء

ـ كشف مصدر مطلع عن مقاربة جديدة للمفاوضات، تسمح بالتوصل إلى نتائج، مقبولة من الطرف اللبناني!

ـ تسجل أسعار الزيوت، وبعض المواد الغذائية طفرات في الأسعار، تتغير ليس بين وقت وآخر، بل بين ساعة ‏وساعة..

ـ تقع بين وقت وآخر، إشكالات في بعض القرى الجنوبية، يجري تطويقها بسرعة، منعاً لتداعيات لها..

صحيفة نداء الوطن

ـ أفاد مصدر في فريق البنك الدولي بان مسح الاضرار التي لحقت بمباني الوزارات والادارات العامة المتضررة ‏من انفجار مرفأ بيروت يتضمن شوائب مالية وقانونية، منها مبالغة هائلة في تقييم الاضرار وطلب ترميم مبان ‏مستأجرة على نفقة الدولة فيما يقع موجب الترميم على عاتق المالك بموجب قانون الايجارات.

ـ تستمر مؤسسات عامة باستنزاف مواردها المالية من خلال التوظيف الضمني الناجم عن صفقات اليد العاملة ‏غب الطلب، حيث بلغت الزيادة في احدى المؤسسات التابعة لوصاية وزارة الطاقة اكثر من 150 مياوماً خلال ‏العام 2020‏.

ـ في ظل نفاد الاعتمادات وهلاك قيمتها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بدأت ادارات ‏ومؤسسات عامة قرصنة برامج المعلوماتية اللازمة لتشغيل الحواسيب وبرامجها، في خرق فاضح لقانون حماية ‏الملكية الفكرية والادبية والاتفاقيات الدولية، ما يعرض القطاع العام لتداعيات قانونية.

صحيفة الأنباء

*ترقّب للعودة

ترقّب لعودة مرجع رسمي من الخارج خلال ساعات وما يمكن ان تحمله من تطورات على مستوى استحقاق وطني ‏مفصلي.

‎‎*تأييد كلامي

رغم تأييد مرجع رسمي وآخر سياسي لمسألة ترشيد الدعم وإقرار بطاقات تموين، الا أن أي إجراء عملاني بهذا الإطار ‏لم يحصل بعد واقتصر الأمر على الكلام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فوز المستقلون برئاسة مجلس المندوبين في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية.. بدأ زمن إسترجاعها

الكلمة أولاين/05 كانون الثاني/2021

فاز المستقلون برئاسة مجلس المندوبين في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، وامانة السر، بعد أن كان يرأس المجلس الدكتور علي رحال من حركة امل. وقد فاز شربل أنطوان المدعوم من تجمع "جامعيون مستقلون". وهو غير منتمٍ لهذا التجمع، لكن وقع الخيار عليه لاستقلالية قراره وعمله النقابي لمصلحة الجامعة. يؤكد خيار المستقلون عن أحزاب السلطة يومًا بعد يوم ومعركة بعد معركة، على أن مبدأ استعادة استقلالية الجامعة اللبنانية ودورها الوطني، من خلال استقلالية نقابة الأساتذة، هو الخيار الأمثل الذي يعيد للجامعة ريادتها العلمية واستقلاليتها.

 

السيادة اللبنانية… حبر على صفحات الدستور؟!

وكالة الأنباء المركزية/05 كانون الثاني/2021

“إذا كان لبنان قويا واذا كان احد يسأل عنه ويشعر ان له وجود على الخارطة فبسبب هذه المقاومة وهذه الصواريخ… ” قالها أمين عام حزب الله حسن نصرالله في ذكرى مقتل قاسم سليماني وكاد الكلام أن يعبر على رغم اختراقه جدار مفهوم السيادة كما ورد في نصوص القانون الدستوري والدولي.

على نفس الموجة التي تنتهك كرامة اللبنانيين وتطيح بمئوية وطن، جاء كلام كل من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني وقائد القوات الجوية علي حاجي حيث اعتبرا أن غزة ولبنان هما الخط الأمامي للمواجهة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

الرد الرسمي جاء عبر تغريدة لرئيس الجمهورية عبر حسابه على تويتر: “لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على حدوده وأرضه وحرية قراره”. فكان الرد على التغريدة بالمباشر من خلال رفع صور سليماني على طريق المطار ومناطق لبنانية أخرى وإزاحة الستارة عن نصب له في منطقة الغبيري. فهل تحولت سيادة لبنان إلى مجرد حبر على صفحات الدستور ومسودة في كتب القانون الدولي؟ “السيادة إما أن تكون أو لا تكون. والدولة ذات السيادة تقوم على أربع صفات مسماة ملكية هي: احتكار القوة المنظمة أي جيش واحد لا جيشان، احتكار العلاقات الديبلوماسية، فرض جباية الضرائب وإدارة السياسات العامة”. هكذا يفنّد عضو المجلس الدستوري سابقا البروفسور أنطوان مسرة مفهوم السيادة وعليه يجزم أن لا دولة في لبنان اليوم  مذكّراً بما ورد في كتابات عن الحدود والسيادة حيث جاء إسم لبنان من ضمن 3 دول أطلق عليها إسم “دول من ورق” وهي سوريا والصومال و…لبنان.

وفي تفسير لمفهوم السيادة يقول مسرة:” الدولة التي تتمتع بالسيادة لا تكون تابعة في قرار السلم والحرب إلا لسلطتها. ويرد استمرار حلقة انتهاكات السيادة إلى موقع لبنان في جوار إقليمي عدائي أو غير ديمقراطي مما يجعله ساحة تتمخض فيها كل الحروب. نسأل: “متى تقفل بوابة هذه الساحة ولا يعود لبنان رصيفا للمحتلين؟ ويجيب: “من خلال تفعيل وتنظيم ثورة 17 تشرين الأول 2019 واستعادة مقابض مواصفات الدولة الحقيقية. فالسيادة لا تقبل بالتسويات ولا المساومة على الطريقة اللبنانية “معليش، مشيّا…” إما سيادة أو لا سيادة. ويختم ردا على كلام نصرالله الذي اعتبر فيه انه لولا المقاومة لما كان لبنان ولا سواه من الدول: “المقاومة خارج مفهوم الدولة ليست مقاومة، إنما مدخل إلى الإرهاب. والمقاومة الحقيقية هي مقاومة وطنية يشارك فيها الجميع من خلال الجيش وليس مقاومة عن حزب أو طائفة ولا يحاول أحد المزايدة علينا في مفهوم المقاومة الوطنية التي دفعنا ثمنها شهداء ومعوقين”.

بالمباشر رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على كلام نصرالله “لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جلّ ما نريده منك هو عدم التعدّي على لبنان واللبنانيين”.

فمن يحمي سيادة لبنان ؟ ” قبل السؤال عن حامي السيادة فلنفتش عمن أوصلنا إلى هذا الواقع ومن اتخذ القرار لتحويل لبنان الى وطن تنتهك سيادته” . كلام للنائب السابق صلاح حنين جاء في سياق السؤال عن موقف الدولة ومؤسساتها من كلام نصرالله وأضاف: في دولة لا تملك قرار الحرب والسلم ولا يُحترم فيها الدستور وتنتهك مؤسساتها لا مجال للسؤال عن انتهاك السيادة.انا لم أنتظر موقفا من أي مسؤول في الدولة لأن من يفترض أن يصدر عنهم موقف هم الذين اتخذوا القرار في إيصال لبنان إلى شاطئ اللا سيادة. السيادة لا تتحقق بالكلام والمواقف إنما بالأفعال. ويختم حنين:” عندما كان حزب الله يقول بأن سلاحه موجه نحو العدو الإسرائيلي ولن يديره إلى الداخل كنت أجيب أنه عندما صادر الحزب قرار الدولة والشعب فهذا يعني أن سلاحه موجه مباشرة نحو الداخل. وهذا الكلام قلته في العام 2000 ولا أزال عند موقفي”.

 

تمزيق صور وحقن طائفي… هل يقترب لبنان من الفتنة؟

وكالة الأنباء المركزية/05 كانون الثاني/2021

مشاهد الاحتقان التي شهدها الشارع في الذكرى السنوية لاغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني وما بعدها، خير دليل الى هشاشة الواقع اللبناني. فما إن انتشرت صور تمثال سليماني الذي رُفِع في الغبيري، حتّى أثار هذا الأمر ضجّةً كبيرة في اوساط الرأي العام اللبناني لاسيما لدى خصوم “حزب الله” الذين استفزّتهم الخطوة المتزامنة مع رفع صور القائد الايراني في اكثر من منطقة لبنانية حتى تلك المناهضة بيئتها لحزب الله، فتمّ حرق صور سليماني عند لوحة الجلاء في نهر الكلب وعين الرمانة ورفع صور الرئيس الشهيد بشير الجميّل، معتبرين ان شهداء لبنان هم الرئيس الشهيد بشير الجميّل ورئيس الحكومة الاسبق الشهيد رفيق الحريري والوزير الشهيد بيار امين الجميّل والمفتي الشيخ حسن خالد، مشددين على ان قاسم سليماني لا يمثل الشعب اللبناني، وانهم لن يضحوا في سبيله، وكما خرج الجيش السوري وغيره من لبنان فان الجيش الايراني سيخرج من لبنان. ورداً على مشهد نهر الكلب، افيد عن تجمعات تحت جسر المشرفية مساء أمس وحرق صور للرئيس الشهيد بشير الجميّل. وانتشر “فيديو” يُظهر حرق صور الجميّل، كما مؤسّس حزب “الكتائب” بيار الجميّل والوزير الشهيد بيار الجميّل. كذلك، شهدت الساعات الأخيرة جبهةً مفتوحةً على مواقع التواصل الإجتماعي بين الجهتين، الأمر الذي اعتبره كثيرون صبّاً للزيت على نار الفتنة النائمة في البلاد. فهل لبنان محصن ضد الفتنة ام ان اي شرارة قادرة على تزكية النعرات الطائفية والمذهبية وفرز المناطق وتقسيمها بين شرقية وغربية وإشعال الحرب الاهلية مجددا؟

النائب العميد شامل روكز اعتبر عبر “المركزية” “ان ما حصل أمر مؤسف وغير مقبول”، لافتاً الى “ان هذه التوترات من الجهتين جاءت نتيجة الخطاب السياسي الذي شهدناه في اليومين الاخيرين، ما جعل الشباب تتحمس وأدت الى تنفيس الاحتقان في الشارع وحرق الصور. وما حصل يدخل ضمن إطار شد العصب ليس أكثر. وقد تواصلنا كقوى سياسية في المنطقة للعمل على التهدئة، خاصة وان لبنان ساحة هشة وكل شيء فيها قابل للانفجار، الا ان هذا الامر لن يحصل لأن عناصره غير جاهزة”. وأمل روكز “ان تأخذ الامور منحى مختلفا وان تهدأ النفوس لأن هذه المشاكل لا تصب في مصلحة أحد، خاصة وانها تنتقل من منطقة الى اخرى ومن خط الى آخر، من عين الرمانة الى الاشرفية…” كما تمنّى “ان يستفيق الشعب وخاصة الشباب منهم وان يغلبوا الحسّ الوطني على المناطقي والمذهبي الذي من شأنه ان يؤجج النعرات ويؤدي الى مشاكل نحن بغنى عنها”. واعتبر “ان من يوتر الشارع يستعمل الشباب كوقود لشد عصب في اتجاه آخر، الا ان الوقت ما زال بعيداً للانتخابات، والوقت راهناً ليس لهذه الامور، لأن التركيز يجب ان ينصبّ على اهتمامات ومشاكل الشعب بدءاً من التحقيقات القضائية مروراً بالوضع المعيشي والاقتصادي والصحي… والاجدى التفكير بكيفية حلها. إضافة الى ان الجو في المنطقة ككل متوتر وجاهز للتفجير في أي لحظة، ولا نعرف الى اين تصل الامور خلال الاسبوعين المقبلين، المطلوب ضبط النفس”. وطلب روكز من الجيش اللبناني ان يكون حازماً وحاسماً أكثر في هذه المواضيع وان يتدخل بسرعة من دون تأخير عند حدوث أي إشكال من هذا النوع والا يترك المجال لأي احتكاكات قد تحصل في أي منطقة، لأنها تخلق توترات محلية وتؤدي الى انفجارات متنقلة”.

 

التيار” و”الحزب” في انتظار الساعة الصفر!

وكالة الانباء المركزية/05 كانون الثاني/2021

العصا من وسطها. عبارة تختصر حال التيار الوطني الحر وحزب الله، خصوصا مع دخول عامل ايراني يصح وصفه بالاستفزازي على الخط، في زمن قرع طبول الحرب في الشرق الأوسط، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد يكون من قبيل حسن النيات اعتبار أن الموقف البرتقالي “الرمادي” من المس الأخير بالسيادة اللبنانية، متوقع، خصوصا أن العهد ورافعته العونية في موقع لا يحسدان عليه إزاء الحليف التاريخي الأوثق. وفي السياق، لفتت مصادر مراقبة عبر “المركزية” إلى أن الموقف العالي النبرة الذي خرج به الحرس الثوري الايراني لزج لبنان بقوة في الصراع الاقليمي، بالنيابة عن طهران جاء ليضفي مزيدا من التأزم في علاقات الطرفين، اللذين يتراقص تفاهمهما على حبال مكافحة الفساد وتشكيل الحكومة وتبايناته. ذلك أن التيار والمقربين منه، ترجح المصادر، يدركون أن الوقت ليس مناسبا للوقوف في موقع الإسهام في زج لبنان في الصراعات الاقليمية، لأسباب عدة أولها الأزمة الاقتصادية، وثانيها عدم الرغبة في تعميق الخلاف مع أركان المجتمع السياسي، لا سيما منه بكركي، والرئيس المكلف سعد الحريري، في ظل حرب تقاذف مسؤوليات التعطيل الدائرة على أشدها بين الجانبين. وأشارت المصادر في السياق إلى أن التصريح الايراني الذي لم يقابل بأي ردة فعل رسمية، ما خلا التغريدة المقتضبة لرئيس الجمهورية، أتى في وقت لا يزال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ماض بلا هوادة في معركة تكريس حياد لبنان والمطالبة بتشكيل الحكومة، مع العلم أن عظاته الأخيرة لم تخل من السهام القاسية في اتجاه التيار الوطني الحر وبعبدا، على حد سواء، إضافة إلى حزب الله، الذي كان زرع باكرا العراقيل على طريق الحكومة العتيدة. على أي حال، فإن المصادر أكدت أن موقف التيار لم يخل، بدوره، من القنص “الذكي” في اتجاه الحزب، حفاظا على ماء الوجه الرسمي، من دون إطلاق الرصاصة الأخيرة على تفاهم مار مخايل، لأن ساعة انفراط عقده لم تدق بعد، وقد لا تحين قبل الاستحقاقين الرئاسي والنيابي المقبلين بعد أكثر من عام، مبدئيا، وفي انتظار ما قد تفضي اليه مداولات ومفاوضات اللجنة المشتركة التي تردد انها تعمل على تطوير بنود تفاهم مار مخايل لتتواءم والتطورات. في المقابل، أشارت المصادر إلى أن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله ركن إلى خطاب تصعيدي شديد اللهجة، من دون أن يغيب عن باله الرد المباغت على بيان التيار، من دون أن يسميه. وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن الضاحية ممتعضة من الرد البرتقالي على طهران، من دون أن ينفي ذلك أنها لا تريد كسر الجرة تماما مع ميرنا الشالوحي، ربما في انتظار خطوة أولى برتقالية

 

باسيل يريد الثلث "الضامن"، وهذه هي الاسباب

لبنان 24/05 كانون الثاني/2021

تقول بعض الاوساط السياسية إن النائب جبران باسيل، صاحب الحراك الخفي في مفاوضات التأليف، يصّر على الثلث المعطل أو الضامن، ربطاً باستحقاقات العام 2022 المتصلة بالانتخابات النيابية والرئاسية، وهو حاول طلب مساعدة الروس في هذا الامر، عازيا مطالبته بالثلث الضامن الى أنه في حال حصل شغور رئاسي يمكن لحكومة الحريري ولو كانت حكومة تصريف أعمال ادارة شؤون البلاد كما تشاء، خاصة وان الحريري يتقاطع مع الكثير من المكونات السياسية في وجه "التيار الوطني الحر".

 

دويلة داخل الدولة.. هكذا سرق “حزب الله” الاقتصاد الوطني

راديو بيروت انترناشيونال/05 كانون الثاني/2021

منذ العام 1982 انتقل “حزب الله” من بناء منظومته العسكرية الى تعزيز قنواته الاقتصادية والمالية والاستشفائية وحتى المصرفية منها. عندما نقول دولة “حزب الله” داخل الدولة، فلا تقال عن عبث، بل بلغة الأرقام والمؤشرات الاقتصادية منها والمالية. بكل الدول اقتصاد مواز قد يعود بالنفع على الدخل القومي حتى ولو لم يدخل في معاييره المحاسبية، والعكس صحيح قد يتغذى دون وجه حق من الاقتصاد الوطني بصور واشكال عدة. المحامي مجد حرب يقول عن الاقتصاد الذي بناه “حزب الله” بأنه الاقتصاد الفطري، وشرح في حديث مع مراسلة “صوت بيروت انترناشونال” محاسن مرسل انه ” للاسف انتشرت تسمية الاقتصاد الموازي الذي هو اقتصاد يسير مع الدولة وهو الى حد ما ايجابي، لكن الواقع اليوم ان اقتصاد حزب الله طفيلي، طفيليات تدخل الى الجسم تتغذى منه وتقوى عندما يضعف الجسم، وهذا ما حصل مع حزب الله”. واشار الى ان “الشعب اللبناني يجد نفسه اليوم مرغما على تمويل اقتصاد حزب الله في الوقت الذي يجوع هو فيه، فمن خلال ضرائب الشعب وودائعه تم بناء المطار والمرفأ، اللذان يستخدمها الحزب في تجارته الخارجية، في ذات الوقت موّل الشعب شبكة اتصالات حيث مملكة الحزب ضمنها، ومن ناحية ثالثة وهي الاهم دولارات الشعب اللبناني تذهب اليوم الى الدعم، ما يعني ان الشعب يشتري بضائع بدولاراته من خلال مصرف لبنان على اساس ان يستفيد هو منها، والتقارير تشير الى ان اشخاصا مقربون من حزب الله او لديهم غطاء منه يهربون البضائع المدعومة من طحين، مازوت وادوية الى سوريا والحزب يقبض ثمنها ويجلب الدولارات الى لبنان، يعني ان الشعب يغذي حزب الله بالبنى التحتية والمطار والمرفأ والاتصالات والاسوأ من ذلك يغذي تجارته ببضائع يشتريها”. أما فيما يخص القضاء على ظاهرة الاقتصاد الطفيلي، أجاب حرب “يوجد احتمالين، إما من خلال تقوية الدولة، أو مع الأسف عندما تموت الدولة، لذلك مصلحة حزب الله أن يبقي الدولة على ما هي عليه اليوم، أما إذا ماتت الدولة كليا، سينقطع الحبل المعيشي لحزب الله، فالجميع يعلم أن تمويله يأتي من إيران، لكن يوجد قسم كبير من تمويله يأتي من جيوب اللبنانيين الغير مستفيدين أصلا من الاقتصاد الطفيلي، لذلك نحن مع تقوية الدولة والقضاء اللبناني على حد سواء.” وأضاف” يجب على النيابات العامة أن تتحرك، نحن بحاجة لقضاة جريئين يفتحون ملفات لا يجرؤ أحد على فتحها، وإذا لم يحدث ذلك فأموال الشعب اللبناني ستظل مستنزفة، وسيبقى الشعب اللبناني في حالة من الفقر بينما هناك اقتصاد يستفيد من احتلاله، حيث أصبح الشعب اللبناني هو من يموّل احتلاله اليوم”. وعما إذا كان القرض الحسن جزءا أساسيا من منظومة حزب الله الذي يعتمد على الاقتصاد الطفيلي، أجاب ” القرض الحسن هو آلية تطهير أو تحويل الأموال من مال مشكوك بمصدره إلى أموال نظيفة أو إلى ذهب حتى، فهي طريقة لضخ الأموال في السوق للشعب اللبناني وهي أموال الشعب اللبناني أصلا لتظهر وكأن خدمة عظيمة يقدمونها لهم.”قطاعات رديفة لكل القطاعات ومقومات الاقتصاد الوطني، بلد مسلوب ومحتل، وفوق كل ذلك بلد منهار، اليوم لا نجدة ولا انقاذ إلا بالعودة إلى الدولة بكل مكوناتها ومقوماتها.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

بيان العلا: صفحة جديدة وتكاتف في وجه التهديدات/فيصل بن فرحان رداً على سؤال للعربية: توقيع الاتفاق طي كامل للخلاف مع قطر

دبي - العربية.نت/05 كانون الثاني/2021

أكد بيان القمة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في العلا على وحدة الصف وتكاتف دول الخليج في وجه التهديدات والتدخلات. كما شدد بيان العلا على طي صفحة الماضي بما يحفظ أمن واستقرار الخليج، وقد تم الاتفاق على عدم المساس بسيادة وأمن أي دولة، وعلى تنسيق المواقف السياسية لتعزيز دور مجلس التعاون، وكذا مكافحة الجهات التي تهدد أمن دول الخليج، وتعزيز التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية. وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي: "ترسل هذه القمة رسالة للعالم أجمع أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد إلا أن الحكمة قادرة على تجاوز كل ذلك والعبور بالمنطقة إلى بر الأمان". وأردف أن البيان الختامي دعا إلى تعزيز التعاون في مكافحة الكيانات الإرهابية، والتأكيد على وقوف دول مجلس التعاون صفاً واحداً. كما دعا البيان لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار.

وتابع: "البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها"، مبرزا أن "الدول أكدت عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها". وأوضح الأمير فيصل أن قمة العلا "أفضت إلى طي صفحة الماضي والتطلع إلى مستقبل يسوده التعاون والاحترام بما يحفظ أمن الدول واستقرارها". طي كامل للخلاف مع قطر

وفي رده على سؤال للعربية، أكد فيصل بن فرحان أن توقيع الاتفاق طي كامل للخلاف مع قطر. من جهته، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، أن دول الخليج تتجاوز عادة كل التحديات بقوة وعزم، مشيرا إلى أن بيان العلا أكد على الأهداف السامية لمجلس التعاون الخليجي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دول المجلس. وتابع الحجرف الذي قرأ بيان العلا قائلا: إن تحدي جائحة كورونا يؤكد الحاجة للتعاون والتنسيق، وإن البيان أكد على استكمال تنفيذ المشاريع الاقتصادية المتفق عليها سابقا، وتعزيز التكامل العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات.

وذكر أمين عام مجلس التعاون أن دول الخليج تعاملت مع تداعيات كورونا بحزم اقتصادية، لافتا إلى أن التحديات الاقتصادية جراء كورونا ستستمر لفترة. وانطلقت، الثلاثاء، أعمال القمة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في العلا، بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبرئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحضور كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، حيث وقع المشاركون على بيان العلا. وأعلن ولي العهد السعودي تسمية القمة الخليجية الحالية بـ"قمة السلطان قابوس والشيخ صباح". وأضاف: "تواجهنا تحديات لمواجهة السلوك الإيراني التخريبي"، مشيراً إلى أن "البرنامج النووي الإيراني يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي".ومن جهته، توجه أمير الكويت الشيخ نَوَّاف الأحمد الجابر المبارك الصباح بالشكر للملك سلمان والسعودية على تنظيم القمة الخليجية، كما أضاف: "نقدر دور القيادة المصرية ودعمها للقضايا التي تهم أمن المنطقة". بدوره، أعلن أمين مجلس التعاون، أن قادة الخليج اعتمدوا البيان الختامي لقمة العلا. وكان ولي العهد السعودي، قد استقبل، اليوم الثلاثاء، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في مطار الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في العلا بالسعودية.

 

ما تأثير "المصالحة الخليجية" على "إسرائيل" والمنطقة؟

القناة 23/05 كانون الثاني/2021

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريرا، سلّطت فيه الضوء على جهود حل الأزمة الخليجية، وتأثير الصفقة المنتظرة على الكيان الاسرائيلي ومنطقة الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الشهور الماضية شهدت الكثير من التسريبات عن جهود مبذولة لحل الأزمة الخليجية التي اندلعت سنة 2017، بالإضافة للحديث عن احتمال عقد مصالحة بين تركيا، الحليف الأبرز للدوحة، وعدد من الدول في المنطقة، وفي مقدمتها مصر والكيان الاسرائيلي والمملكة العربية السعودية. وتؤكد الصحيفة أن هذه الجهود تأتي في سياق تحالفات جديدة في المنطقة بين عدد من الدول العربية والكيان الاسرائيلي، مقابل الحلف القطري التركي الذي يقدم الدعم لحركة حماس في قطاع غزة. كما تدعم قطر وتركيا جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المرتبطة بها في عدة دول، في حين تصنفها السعودية ومصر والإمارات منظمة إرهابية. ويشكل هذا الخلاف جزءا من صراع كبير لتزعم العالم الإسلامي، لذلك ينبغي -وفق الصحيفة- ألّا يُنظر إليه على أنه مجرد أزمة عادية بين دول الخليج، بل باعتباره صراعا له تداعيات عالمية تمتد من ماليزيا، مرورا إلى باكستان، وصولا إلى ليبيا. وكانت الأزمة الخليجية قد اندلعت بعد زيارة أداها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية لحضور القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض في مايو/ أيار 2017، وهو ما جعل كثيرين يعتقدون أن ولي العهد محمد بن سلمان هو المسؤول عن إثارة هذه الأزمة. وقد أسهم الدور القيادي الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية في الحرب اليمنية منذ 2015، في ترسيخ نظرة سلبية عن الدور السعودي في المنطقة.

صفقة كبيرة في المنطقة: وبعد الجهود التي بذلها وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ثم خليفته مايك بومبيو، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، دون إحراز تقدم ملموس، تتساءل الصحيفة عما إذا كانت إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قادرة خلال أيامها الأخيرة في البيت الأبيض على التوصل إلى صفقة تعلن بموجبها قطر تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، مقابل دفع المملكة العربية السعودية إلى المصالحة مع الدوحة. وتؤكد جيروزاليم بوست أن علاقات قطر والكيان الاسرائيلي تعود إلى التسعينات، وكانت في ذلك الوقت أكثر ودا من علاقات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتل أبيب، لكن الأمور تغيرت كثيرا عن تلك الفترة لأسباب مختلفة، أبرزها تحالف قطر العسكري مع تركيا، والدعم الذي تقدمه لحركات المقاومة في غزة. وشكّكت الصحيفة في أن يتغير سلوك قطر بعد المصالحة الخليجية، وأن تقوم بدور إيجابي على الساحة الفلسطينية، موضحة أن إسرائيل لن تنظر بعين الرضا عن أي محاولات قطرية تركية لتعزيز نفوذ حماس بعد المصالحة، وخلق المزيد من التوتر قريبا من القدس. دعم المقاومة ومخاوف إسرائيل: ويرى كثيرون أن الدوحة تلعب دورا مزدوجا، حيث تبدو منفتحة على إقامة علاقات مع الكيان الاسرائيلي، وقريبة من جماعات المؤيدة لتل أبيب في واشنطن، لكنها ترعى في الآن ذاته الجماعات الإسلامية الأكثر تطرفا، وليس هناك أي أدلة على أنها تخلّت عن هذا النهج، شأنها في ذلك شأن أنقرة التي تدعم المتطرفين في سوريا، وتثير التوترات في البحر الأبيض المتوسط، كما تقول الصحيفة. وفي المقابل، تتبنى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين والسودان والمغرب نهجا يدعم معسكر التغيير والاعتدال والتسامح، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى استعداد الدوحة لتغيير سياساتها بعد المصالحة الخليجية. وتؤكد جيروزاليم بوست أن القاهرة والرياض لا ترغبان في أي انفتاح على جماعة الإخوان بعد سنوات من الجهود لسحقها وإخراجها من الساحة، لكنها ستكون مضطرة لتقديم بعض التنازلات مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة.

 

عقوبات أميركية جديدة على إيران

 روسيا اليوم/05 كانون الثاني/2021

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على قطاع الصلب الإيراني. وذكرت الوزارة أن “مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC حدد موردا صينيا لمادة الـgraphite electrodes وهي عنصر أساسي في إنتاج الصلب، بالإضافة إلى اثني عشر منتجا إيرانيا من الصلب والمعادن، وثلاثة وكلاء مبيعات في شركة قابضة إيرانية كبرى للمعادن والتعدين”. وأضافت: “إن قطاع المعادن الإيراني يعتبر مصدر دخل مهم للنظام الإيراني، حيث يدر ثروة لقادته الفاسدين ويمول مجموعة من الأنشطة الشائنة، بما في ذلك انتشار أسلحة الدمار الشامل ودعم الجماعات الإرهابية الأجنبية في الداخل والخارج”.

 

جولة لأمير قطر في سيارة ولي العهد السعودي

وكالات/05 كانون الثاني/2021

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتجول بسيارة يقودها في محافظة العلا وبصحبته أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد

 

“عناق” سعودي-قطري… وحدة خليجية لمواجهة التحديات

سكاي نيوز عربية/05 كانون الثاني/2021

وقع قادة مجلس دول التعاون الخليجي في السعودية الثلثاء على بيان العلا الذي وصفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنه يأتي “لتأكيد التضامن والاستقرار”. ووقع القادة المجتمعون في السعودية في إطار قمة لمجلس التعاون الخليجي، وبينهم أمير قطر، على البيان. وكان بن سلمان ألقى قبل ذلك مباشرة كلمة قال بها إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدت “بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي”. وقد أطلق بن سلمان في بداية كلمته، تسمية “قمة السلطان قابوس والشيخ صباح” على الاجتماع وذلك “عرفاناً لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس”. وأشاد بمساعي “الولايات المتحدة وجميع الأطراف التي أدت للوصول إلى اتفاق بيان العلا، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها”.

وقال: “نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي”. وانطلقت في محافظة العلا السعودية، الثلثاء، أعمال القمة الخليجية الـ41، وسط انفراجة تحققت في الخلاف المستمر منذ ثلاثة أعوام بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بحضور جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتغيب عن القمة كل من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وينوب عنه ولي العهد سلمان بن حمد، وسلطان عمان هيثم بن طارق وينوب عنه فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء. وحضر القمة الخليجية أمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح، ونائب رئيس الدولة الإماراتي محمد بن راشد آل مكتوم، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فيما يرأس الوفد المصري وزير الخارجية سامح شكري. وترأس القمة، نيابة عن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ولي عهده محمد بن سلمان. ووقع وزير الخارجية المصري سامح شكري على “بيان العلا” الخاص بالمصالحة العربية، أثناء مشاركته في القمة الخليجية رقم 41 في السعودية. وقال بيان للخارجية المصرية إن شكري غادر السعودية، بعد المشاركة في القمة والتوقيع على “بيان العلا”. وأضاف البيان: “يأتي هذا في إطار الحرص المصري الدائم على التضامن بين دول الرباعي العربي، وتوجههم نحو تكاتف الصف وإزالة أي شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم”.

وشدد بيان الخارجية على “حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة، انطلاقا من علاقات قائمة على حسن النوايا وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية”. وختم البيان على تقدير مصر لـ”كل جهد مخلص بذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية”. قال نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن المتغيرات والتحديات المحيطة تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا، وعمقا عربيا مستقرا. جاءت تصريحات الشيخ محمد بن راشد في تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”، على خلفية مشاركته في القمة الخليجية رقم 41 التي تحتضنها مدينة العلا غربي السعودية، حيث ترأس وفد دولة الإمارات إلى القمة.

وقال الشيخ محمد بن راشد: “شاركت اليوم في قمة العلا لقادة دول مجلس التعاون. قمة إيجابية موحدة للصف مرسخة للإخوة برعاية أخي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. المتغيرات والتحديات المحيطة بنا تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا وعمقا عربيا مستقرا”.

وأضاف نائب رئيس الإمارات: “في عام 1981 قبل أربعين عاما من اليوم استضاف والدنا ومؤسس دولتنا الشيخ زايد أول قمة في أبوظبي مع إخوانه قادة دول المجلس رحمهم الله جميعا. مسيرة التعاون هو إرث هؤلاء القادة لشعوبهم، واليوم تتعزز المسيرة وتترسخ الأخوة وتتجدد روح التعاون لمصلحة شعوبنا”.

وتابع: “نجدد شكرنا للملكة العربية السعودية رعايتها هذه القمة الناجحة، ونجدد ثقتنا في مسيرة دول مجلس التعاون، ونجدد تفاؤلنا بأن السنوات القادمة تحمل استقرارا وأمنا وأمانا وعملا وإنجازا سيخدم شعوبنا ويسهم في استقرار محيطنا”. رغم التزام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإجراءات التباعد الاجتماعي أثناء استقباله لوفود دول مجلس التعاون الخليجي التي وصلت مطار محافظة العلا، فقد خالف هذه القواعد لدى وصول أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وشهد استقبال بن سلمان لأمير قطر عناقا استمر لثوان، الأمر الذي علقت عليه وكالة الأنباء السعودية (واس) بقولها إنه “عناق أخوة، يعبر عن عميق العلاقة (…)” بين البلدين. ورحب بن سلمان بتميم بالقول: “نورت المملكة”، ما أظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

مصر توقع على «بيان العلا»... وتثمن جهود المصالحة مع قطر

العلا: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2021

غادر وزير الخارجية المصري سامح شكري، المملكة العربية السعودية، اليوم، بعد مشاركته في القمة الخليجية في العلا بالسعودية، حيث قام بالتوقيع على «بيان العلا» الخاص بالمصالحة العربية، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية. يأتي هذا، وفق البيان، في إطار «الحرص المصري الدائم على التضامُن بين دول الرباعي العربي، وتوجههم نحو تكاتف الصف، وإزالة أي شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم؛ مع حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة، انطلاقاً من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في الشؤون الداخلية للدول العربية».وأضاف البيان أن مصر تقدر وتثمن كل جهد مخلص بُذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، في مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية.

 

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عن بيان التضامن: التهديدات التي تواجهنا مشتركة لأن أمننا مرتبط

راديو بيروت انترناشيونال/05 كانون الثاني/2021

أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن قمة مجلس التعاون الخليجي طوت صفحة الأزمة الخليجية، مؤكدا على ضرورة التزام الجميع بالاتفاق وبالشفافية، في المرحلة المقبلة. وقال قرقاش: “أعتقد أن هناك تفاؤلا في دولة الإمارات بمخرجات قمة العلا، وببيان التضامن الذي صدر عن هذه القمة، وهذا التفاؤل أيضا ممتد للجهود التي قامت بها السعودية للوصول إلى هذا الإطار الذي نأمل أن يبني علاقة سوية بين دول مجلس التعاون ويضم مصر”. وأكد قرقاش أن “التفاؤل يأتي من طي أزمة وخلاف ممتد بين الدول الأربعة وقطر”، مشيرا إلى أن طي هذه الصفحة والنظر للمستقبل بهذا التفاؤل “له معطياته، وهو ضروري من أجل الأمن والتطور والازدهار”. وفي حديثه عن المرحلة المقبلة، أشاد قرقاش بالدور السعودي الرئيسي في حل الأزمة، وكذلك دور الكويت والولايات المتحدة كوسطاء. وقال قرقاش: “التفاؤل يأتي من إيمان دولة الإمارات الراسخ بأن أمن الإمارات واستقرارها مرتبط بمحيطها، كما أن ازدهارنا هو جزء من ازدهار المنطقة، ونجاحنا هو جزء رئيسي من نجاح المنطقة”. وأضاف: “إذا نظرنا لبيان التضامن الصادر عن قمة العلا، نرى أنه يركز على أساسيات العلاقات السوية، التي نسعى إليها، من عدم التدخل في الشأن الداخلي، والموقف من التطرف والإرهاب، ومن الإدراك بأن التهديدات التي تواجهنا هي تهديدات مشتركة، لأن أمننا مرتبط”.

 

بعد قمة العلا.. الخارجية الأميركية تشدد على أهمية التعاون لمواجهة “التهديدات المشتركة”

راديو بيروت انترناشيونال/05 كانون الثاني/2021

عبر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الثلاثاء، عن تفاؤله بعد إعلان المصالحة الخليجية في قمة مجلس التعاون الخليجي، مشددا على أهمية التعاون لمواجهة “التهديدات المشتركة”. وقال بومبيو في بيان: “نشعر بالتشجيع بعد الإنجاز الذي عكسه إعلان العلا اليوم في قمة مجلس التعاون الخليجي، والذي يشكل خطوة إيجابية نحو جلب الازدهار من خلال التدفق الحر للبضائع والخدمات إضافة إلى مزيد من الأمن لشعوبه”. ورحب بومبيو في البيان بالمبادرات لإعادة التعاون في القطاعات العسكرية والاقتصادية والصحية والثقافية وفي مجال مكافحة الإرهاب. وشدد الوزير الأميركي على أهمية “مواصلة الدول الخليجية جهود المصالحة لحل خلافاتها واستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة لتشمل كافة الأطراف في المنطقة لتتحد في مواجهة التهديدات المشتركة. نحن أقوى عندما نتحد معا”. كما وجهت الخارجية الأميركية الشكر للكويت لتوسطها جهود المصالحة ودعم حل الخلاف الخليجي. وقد وقعت دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر، الثلاثاء، بيان قمة “السلطان قابوس والشيخ صباح”، والتي نصت على “تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وصولا إلى وحدتها”.

 

خمس دول جديدة تنضم إلى مجلس الأمن

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2021

انضمت خمس دول جديدة، هي الهند والمكسيك والنرويج وإيرلندا وكينيا، رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي، اليوم (الاثنين)، في حين يتزايد الاستقطاب في الهيئة الأممية المكلفة الحفاظ على السلم والأمن العالميين. وشارك الخماسي الجديد في أول اجتماع يهدف إلى الموافقة على جدول أعمال اقترحته تونس الرئيس الحالي للمجلس، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وستشغل الدول الجديدة مقاعد غير دائمة في المجلس المؤلف من 15 عضواً لمدة عامين. ويتمتع الأعضاء الدائمون، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بحق النقض (الفيتو). وتزايدت الانقسامات في أروقة المجلس خلال السنوات الأخيرة، مع اتباع الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب نهجاً دبلوماسياً أحادياً. وفي حين تم استخدام الفيتو من جانب كل من الأعضاء الدائمين عشر مرات أو أقل من 1990 إلى 2000، تم استخدامه في 31 مناسبة من 2010 إلى 2019، وخمس مرات في العام الماضي وحده، بحسب ما أحصت «إس سي بروسيدير»، الوسيلة الإخبارية المتخصصة.وينشط مجلس الأمن في العديد من مناطق النزاعات والأزمات في أنحاء العالم، من خلال أكثر من 12 عملية لحفظ السلام بمشاركة نحو 100 ألف جندي من دول أعضاء في الأمم المتحدة.

 

واشنطن تمدّد الإعفاء الممنوح لبغداد لاستيراد الطاقة من طهران/العراق يستورد من إيران ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2021

أعلن مسؤول عراقي لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم (الاثنين)، أنّ الولايات المتّحدة مدّدت لثلاثة أشهر إضافية الإعفاء الممنوح للعراق من العقوبات المفروضة على إيران في مجال الطاقة، مما سيتيح لبغداد الاستمرار في استيراد الغاز والكهرباء من الجمهورية الإيرانية. وعلى الرّغم من أنّ العراق بلد نفطي فإنه يعتمد بشدة على إيران في مجال الطاقة، إذ يستورد منها ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء وذلك بسبب بنيته التحتية المتقادمة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الطاقة لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة. ومنذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوباتها على إيران في نهاية 2018 لم تنفكّ الإدارة الأميركية تمنح العراق الإعفاء تلو الآخر ريثما يعثر على مورّدين آخرين. وبموجب الإعفاء الجديد سيتمكّن العراق من الاستمرار في استيراد الكهرباء والغاز من جارته الشرقية حتى مطلع أبريل (نيسان)، أي بعد شهرين ونيّف من تولّي الرئيس المنتخب جو بايدن، مقاليد الحكم في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب. وقال المسؤول العراقي طالباً عدم نشر اسمه، إن هذا الإعفاء الجديد، الأطول أمداً من سائر الإعفاءات السابقة، هو ثمرة «مناقشات طويلة».

غير أنّ هذا الإعفاء لن يحلّ مشكلات بلد يعاني من نقص مزمن في الكهرباء. وتطالب طهران بغداد بسداد ما يزيد على ستة مليارات دولار من المتأخّرات. وهذه الفواتير مستحقّة على وزارة الكهرباء العراقية التي تمنعها العقوبات الأميركية من دفع أي مبلغ بالدولار للجمهورية الإيرانية. وبسبب هذه المتأخّرات خفّضت إيران مؤخّراً صادراتها من الغاز إلى العراق.

 

واشنطن تعاقب قطاع التعدين الإيراني.. "مصدر دخل مهم للنظام"/وفقا لهذه العقوبات سيتم تجميد جميع الممتلكات والمصالح التابعة للكيانات والافراد المصنفين في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها.

لندن - صالح حميد/العربية/05 كانون الثاني/2021

فرضت الخزانة الأميركية الثلاثاء عقوبات على 16 كيانًا وفردًا واحدًا فيما يتعلق بصناعات الصلب والتعدين الإيرانية. وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة في بيان يوم الثلاثاء أنه قد فرض عقوبات على مورِّد في الصين لأقطاب الجرافيت، وهو عنصر رئيسي في إنتاج الصلب، بالإضافة إلى 12 منتجًا إيرانيًا لمنتجات الصلب والمعادن الأخرى، و3 وكلاء مبيعات في الخارج لشركة معادن إيرانية رئيسية و شركة التعدين الايرانية القابضة. وجاء في البيان أن " قطاع المعادن الإيراني مصدر دخل مهم للنظام الإيراني حيث يدر ثروة لقادته الفاسدين ويمول مجموعةمن الأنشطة الشريرة، بما في ذلك انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها، ودعم الإرهابيين الأجانب والميليشيات ومجموعة متنوعة من انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج". هذا فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على مجيد سجدة، المسؤول التنفيذي الرئيسي لشركة "حافظ داريا أريا " للشحن. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين: "لا تزال إدارة (الرئيس دونالد) ترمب ملتزمة بحرمان النظام الإيراني من تدفق العائدات بينمايواصل رعاية الجماعات الإرهابية ودعم الأنظمة القمعية والسعي للحصول على أسلحة دمار شامل". ووفقا لهذه العقوبات سيتم تجميد جميع الممتلكات والمصالح التابعة للكيانات والافراد المصنفين في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها. كما تحظر لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عمومًا جميع التعاملات مع المشمولين بالعقوبات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السيّد يؤكد: لبنان أرض إيرانية

خالد البوّاب/أساس ميديا/الأربعاء 06 كانون الثاني 2021

من ركائز الإسلام، هدم الأصنام والتماثيل. كان حزب الله منذ تأسيسه إلى ما قبل اغتيال قاسم سليماني بيوم واحد، يراعي تلك الركيزة ويلتزم بها. وهو حين كان يكرّم القادة والمسؤولين، يقيم لهم نصباً تذكارياً ويمتنع عن تشييد تماثيل تجسّدهم أو مجسّمات لهم. بعد اغتيال سليماني ضرب الحزب تلك الركيزة، وفتح معركة جديدة في الوعي الشيعي، تبرّر تشييد المجسمات. بعد يومين أو ثلاثة أيام على اغتيال قائد فيلق القدس، أخرج نصر الله مجسّماً كاملاً للرجل ونصبه محازبوه على الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين. مجسّم مأخوذ عن صورة لسليماني رافعاً يده في معارك العراق ضدّ تنظيم داعش، وتم توجيه اليد والوجه صوب فلسطين. هي لعبة ترميز تستخدم في معارك أبعد من الصراعات والحروب العسكرية، هدفها أن تصيب العمق والوجدان، مدعومة بكم هائل من الصور واللافتات التي رفعت للرجل في مختلف المناطق اللبنانية، وتحديداً على طريق المطار في الذكرى السنوية الأولى لاغتياله، أكمل الحزب هذا المنوال، فكشف، عبر رئيس بلدية الغبيري، عن تمثال جديد للرجل نُصِبَ في ساحة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية.

هي لعبة ترميز تستخدم في معارك أبعد من الصراعات والحروب العسكرية، هدفها أن تصيب العمق والوجدان، مدعومة بكم هائل من الصور واللافتات التي رفعت للرجل في مختلف المناطق اللبنانية، وتحديداً على طريق المطار. الغاية منها التأكيد على أنّ لبنان هو أرض إيرانية، والداخل إليه لا بد أن يمرّ في جادة الإمام الخميني، محاطاً بصورة قاسم سليماني، وأعلام حزب الله، وصور الخميني والخامنئي. ذلك هو المشهد الذي يريد حزب الله ترسيخه في الوعي الشعبي وفي اللاوعي أيضاً.  ترسيخ لا يبرحه أمين عام الحزب حسن نصر الله، الذي اختصر كل الصراع في خطابه الأخير، بقوله إنّ الوفاء جزء من طبيعته حزبه لمن وقف إلى جانبه ومدّه بالمال والسلاح، وبهذه المجسّمات وإطلاق التسميات على الشوارع يكون ردّ الوفاء. وأكمل نصر الله كلامه الموجه إلى اللبنانيين والعرب والاجانب، بأنّ سلاحه وصواريخه التي أرسلتها إيران هي التي تحمي السيادة اللبنانية، وهي التي تحمي النفط والغاز والحدود وتشرف على عملية ترسيمها.

حالياً وظيفة السلاح الجديدة هي "حماية النفط والغاز". وبذلك يصادر حزب الله فحوى المفاوضات حول ترسيم الحدود وجوهرها. وحتّى في حال تمت عملية الترسيم ستبقى وظيفة السلاح قائمة إلى ما بعدها، لحماية الاتفاق وحماية الثروات النفطية اللبنانية

هنا يظهر بكلّ بساطة التحوّل الكبير في مضمون خطاب الحزب، وإعلانه السعي إلى تأبيد السلاح وإطالة أجل الاحتفاظ به إلى أجلٍ غير مسمّى. تماماً كما انقلب مفهوم الحزب على الترميز، وكما انقلبت مسبّبات الدخول إلى سوريا أكثر من مرّة وعلى مراحل. وكما تنقلب اليوم وظيفة السلاح، من العمل على تحرير الأرض، وصولاً إلى السعي لتحرير مزارع شبعا، وبعدها "السلاح لحماية السلاح" في 7 أيّار 2008 واجتياح بيروت والجبل، وصولاً إلى التورّط في سوريا واستخدام السلاح هناك لحماية "ظهر المقاومة" ومواجهة الراغبين بسحقها قبل أن ينتقلوا إلى لبنان، بحسب رواية نصر الله وحزبه. وبعد أن كان التدخل في سوريا لحماية المراقد الدينية، إلى حماية اللبنانيين هناك، إلى تأمين طريق السلاح والمال، وقد أعلن نصر الله أخيراً أن التدخل كان نصرةً للنظام السوري.

حالياً وظيفة السلاح الجديدة هي "حماية النفط والغاز". وبذلك يصادر حزب الله فحوى المفاوضات حول ترسيم الحدود وجوهرها. وحتّى في حال تمت عملية الترسيم ستبقى وظيفة السلاح قائمة إلى ما بعدها، لحماية الاتفاق وحماية الثروات النفطية اللبنانية.

هذا يؤكد نتيجة واحدة، وهي أنّ إيران من خلال الحزب تقبض على كلّ الملفات اللبنانية، من تشكيل الحكومة، إلى ترسيم الحدود، وتهدئة الجبهة العسكرية الجنوبية. وهذا يعني أنّ لبنان كلّه أصبح في سلّة التفاوض الإيرانية لا يُفرج عن ملفّ أو استحقاق فيه إلا وتكون طهران قد حقّقت نقطة في مفاوضاتها مع الغرب، وتحديداً مع الأميركيين.  قال نصر الله في خطابه إنّ الإعلان عن إخراج الأميركيين من العراق والمنطقة لم يكن ليُطرح لو لم يتم اغتيال قاسم سليماني. وهذا موقف يناقض نصر الله نفسه فيه أيضاً، إذ أنّه كان قد أشار سابقاً إلى أنّ معركة إخراج الأميركيين من العراق قد بدأت منذ زمن بعيد، أما كلامه الجديد فيوحي وكأنّ هذا العنوان هو ردة فعل فقط على اغتيال سليماني، ولو لم تحصل عملية الاغتيال لما أطلقت "معركة خروج الأميركيين".

على مدى سنوات سابقة أمعن حزب الله في "أيرنة" لبنان:

رمزياً، من خلال اللافتات والصور وإطلاق أسماء مسؤولين إيرانيين ومسؤولين حزبيين على شوارع وساحات. وقد وصل الاستفزاز إلى حدّ تسمية شارع باسم مصطفى بدر الدين.

وسياسياً، من خلال ربط كل الاستحقاقات على الإيقاعات الإيرانية.

واقتصادياً ومالياً، عبر المساهمة في ضرب المصارف والنموذج الإقتصادي اللبناني وابتكار نموذج يحاكي الدول الخاضعة للسيطرة الإيرانية بالاستعاضة عن الإنتاج والحاجة بزراعة الشرفات والأسطح ونظرية التوجّه إلى شرق ليس فيه أيّ مقوّمات.

الآن ينجز حزب الله عملية "أيرنة" المجتمع اللبناني، من خلال هذه الترميزات واللعب على الوجدان الاجتماعي وتخويف أو تخوين كلّ من يعارض هذا المشروع. وقد وصل هذا الأمر إلى حدّ إطلاق المواقف غير المباشرة تجاه الحلفاء المسيحيين، الذين يفترض أن يتعارض مشروعهم جذرياً مع مشروع الحزب وايران.

 

مسح دولي للمطار وأمنه: لبنان خارج حسابات المصالحة الخليجية

منير الربيع/المدن/06 كانون الثاني/2021

تؤسس المصالحة الخليجية لمرحلة سياسية عربية جديدة. أسباب كثيرة حتّمتها، وتداعيات متعددة ستنجم عنها بلا شك في المستقبل. من بين الأسباب رغبة المملكة العربية السعودية في إعادة رص الصفوف بمواجهة إيران، في ظل الإدارة الأميركية الجديدة. وتحسين العلاقة مع تركيا وباكستان.

لبنان والمصالحة الخليجية

لبنانياً، لا بد من تسجيل بعض الملاحظات على المصالحة وما قبلها، أيام الخلاف. لم يبد الطرفان المختلفان أي اهتمام لافت بلبنان. فعندما كان هناك تنافس بين الطرفين على لبنان، وفي ظل الانكفاء السعودي الاماراتي عنه، لم تنجم عن ذلك حماسة قطرية وتركية لبناء مشروع سياسي مناهض للسعوديين والإماراتيين في لبنان. لكن قطر ظلت إلى جانب لبنان إنسانياً، ومن خلال مساعدات كثيرة. وأنقذ أميرها الشيخ تميم بن حمد القمة الاقتصادية العربية في بيروت سنة 2019 بحضوره، فيما قاطع القمة الزعماء العرب والخليجيين جميعاً. لم يقدّم أي من الطرفين مساعدات مالية لتعويم الاقتصاد اللبناني، فيما كان بإمكانهما أن يفعلا ويغدقا المساعدات على البلد المنكوب، في إطار التنافس بينهما. لكن ذلك لم يحصل. وهذا يشير إلى أن توجههما واحد حيال لبنان، الذي تعتبره الولايات المتحدة الأميركية خاضعاً للنفوذ الإيراني، ولا مجال لمساعدته. وهذا ينطبق على المسار السياسي، المالي والاقتصادي، وعلى ترسيم الحدود، والمعابر الحدودية، والوضع في الجنوب أو في البقاع. لن يكون للمصالحة الخليجية أي تأثير مباشر على الوضع في لبنان، إذاً. وسيقتصر تأثيرها على إعادة رسم مواقع سياسية جديدة، في ظل الضغوط الأميركية المستمرة على إيران عبر لبنان، بمعزل عن إدارة ترامب أو بايدن. وذلك تحت عناوين أهمها: ترسيم الحدود في الجنوب ومع سوريا، تفكيك الصواريخ الدقيقة، ضبط المعابر، مراقبة المرفأ والمطار. وترتبط هذه المسائل بمسار العلاقة الإيرانية الأميركية. وقبل تبلورها لا يمكن للبنان أن يلحظ أي حل لمشاكله وأزماته التي ستبقى مستمرة وتتفاقم.

مسح دولي للمطار

وفيما يسعي رئيس الجمهورية إلى إعادة إحياء جلسات مفاوضات ترسيم الحدود، يبرز الخلاف المستمر في التوجهات بينه وبين حزب الله، الذي يحتفظ بالكلمة العليا في عملية الترسيم، المرتبطة عضوياً بإيران. الضغوط الأميركية ستتزايد، إذاً. وحسب معلومات، تتجه الأنظار اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي. لكن الخوف على المطار ليس أمنياً أو عسكرياً، بل من الضغوط الدولية الكبيرة لإجراء مسح شامل لأوضاع المطار، تقوم به مؤسسات عالمية معنية بالطيران المدني. وتشير المعلومات إلى زيارة مرتقبة للمطار تقوم بها هذه المؤسسات، لإعداد تقرير تفصيلي، والمطالبة بإجراء تغييرات جذرية داخل المطار. ومعروف أن تلك المؤسسات تعتبر أن وضع مطار بيروت لا يوفر سلامة الطيران. وفي حال وضع هذا التقرير، سيواجه المطار مشكلة كبيرة مع شركات التأمين وشركات الطيران. الأمر الذي ينعكس سلباً على الوضع المالي والاقتصادي للبلد.

مزارع شبعا والجولان

ملف ترسيم الحدود مع سوريا أيضاً سيكون من الأولويات في المرحلة المقبلة، فيما تنعكس المصالحة الخليجية سلباً على إيران والنظام السوري. وفي الأفق أيضاً تقاطعات تركية - خليجية، وتركية - مصرية، وتركية - إسرائيلية حول الوضع في سوريا. والموقف الأميركي واضح في منع أي جهة دولية من التطبيع مع نظام الأسد. ومسار التطبيع الذي افتتحته بعض الدول العربية والخليجية سيتراجع، ليتركز الرهان على التعاون العربي – الأميركي – الروسي - الإسرائيلي، بهدف تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا. ومنذ مدة تجري مفاوضات غير مباشرة برعاية الروس، بين نظام الأسد والإسرائيليين، حول الوضع في الجنوب السوري. وأمس كان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جويل رايبرن في زيارة إلى الإمارات والأردن، للبحث في الملف السوري. وحسب المعلومات فإن ما يجري بحثه هو تعزيز دور قوات الأندوف في الجولان والجنوب السوري بكامله. ومزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا جزء من المنطقة التي تشملها المفاوضات. والغاية من ذلك تعزيز وجود القوات الدولة بموجب القرار 242، في إطار مواجهة النفوذ الإيراني. وما يجري في الجنوب السوري ستكون له انعكاسات مستقبلية كثيرة على الوضع في لبنان، الذي لا تزال أمامه انتظارات طويلة.

 

عن "بوسي" الذي فاز بالأهمّ: "هيك برتاح أكتر"

كبريال مراد/أم تي في/05 كانون الثاني/2021

اعتاد مسعود الأشقر على معايدتي عند كل مناسبة خاصة أو عامة، فقررت أن اسبقه هذا العام مبادراً الى الاتصال به ظهر الرابع والعشرين من كانون الأول. لكنه، وقبل الـ "ألو"، سبقني للقول "ميلاد مجيد غابي". وبعد السلام والكلام وأمنية "انتبه على حالك"، ختم اتصالنا "بأهم شي الصحة". عبارة كانت لها أهميتها بالنسبة اليه، بينما لم أكن أعلم في حينه، أن فيروس الكورونا تسلل اليه، وأنه كان يعاني من عوارضه. إنه من طينة المقاتلين لا القتلة. من معجن المحاربين من أجل وجود وقضية، لا من معشر زعران الشوارع والأحياء. مسعود الاشقر الذي ليس في طبعه الغدر والخيانة، غدره قلبه وخانته صحته. و"بوسي"، الذي عرفته الاشرفية مقداماً وشجاعاً على دماثة اخلاق وروح خدمة، دخل في استراحة محارب في رحاب المنطقة التي أحبّ في مستشفى رزق. لم يكن مسعود نجماً اعلامياً. وبقيت اطلالات وتصريحات ومقابلات الرجل الذي امتهن الشأن العام وترشّح أكثر من مرة عن المقعد الماروني في الأشرفية، قليلة بقرار منه. ولم يقتنع بمطالبتي إياه، اكثر من مرة، بتكثيف الإطلالات او زيادة عددها على الأقل، وكانت إجابته "هيك برتاح أكتر". مسعود الذي لم يخرج من الحرب بالمغانم والأموال، فضّل سياسة الخدمة "باللحم الحي". وكانت وسيلته مونته على ادارة مستشفى للحصول على حسم لمريض، او مساعدة محتاج او تأمين وظيفة لباحث عن عمل. محيطه متطوّع، أحبه رفيق سلاح وقائدا في الحرب، وصديقاً وقريباً، من طلبه وجده، ومن قرع بابه فتح له في مرحلة السلم. خذلته صناديق الاقتراع ثلاث مرات في انتخابات كان فيها المنافس لا الخصم. وعلى الرغم من عدم دخوله المجلس النيابي، دخل قلوب عارفيه مقاتلاً شريفاً عندما دعت الحاجة، هو لا يشبه غيره من معتنقي اللعبة السياسية. وبعد دورة العام 2018، لم يخف في أحد اتصالاتنا خيبة أمله من النتيجة، معتبراً أن "الماكينة الانتخابية للائحة تحالفه مع التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق أخطأت بتوزيع الاصوات"، فحال 300 صوت تفضيلي في قلب النتيجة بينه وبين نديم بشير الجميل. "زعل" مسعود بعد الانتخابات لكنه لم يبغض او يحقد. قدر المحبة في قلبه فاق كل شيء. اليوم في قلب الاشرفية صلاة لمسعود وسلام... فقد فاز بما هو اهم من اللقب، لقد ربح محبة الناس.

 

حماس وحزب الله يرثان القاعدة وداعش

أحمد عدنان/عكاظ/05 كانون الثاني/2021

في سبتمبر (أيلول) 2019، زار لبنان رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية، والتقى علنا أمين عام مليشيا «حزب الله» حسن نصرالله.

وعلى هامش الزيارة، عبر اللبنانيون عن استيائهم من تصريحات هنية التي هددت باستخدام لبنان كمنصة صاروخية تستهدف العمق الإسرائيلي، وهو ما يعني أمرين: ١- استخدام المخيمات الفلسطينية كأداة لزعزعة لبنان وتفتيته، وهو الذي يعيش الآن، وفي الأصل، فوق فوهة بركان. ٢- تأبيد الوضع اللبناني على خط الزلازل الإقليمية والدولية، بتأكيد استخدامه - بقوة الأمر الواقع - كورقة إيرانية، تارة في مواجهة إسرائيل وتارة أخرى في مواجهات الولايات المتحدة.

مؤخرا، أجرى «نصرالله» مقابلة بائسة في قناة الميادين التابعة له، ولا يثير العجب أن تحفل المقابلة بالتناقضات وبالأكاذيب، أبرزها حديثه عن أهمية التدخل الروسي لإنقاذ نظام الأسد في سورية، رغم «انتصارات» محور الممانعة قبل ذلك التدخل!!

المهم في المقابلة كان في مكان آخر، لقد لمعت عينا نصرالله حين سأله المحاور عن لقائه بهنية وما دار معه، فأجاب منتشيا: لقد تحدثنا في كل المواضيع.

وشرح هذا المشهد، تكفل به النائب الأسبق ناصر قنديل، وهو المعروف بصلاته بالحزب الإلهي وبالرئيس السوري، في محطة otv اللبنانية التي تدور في فلك الممانعة، إذ «بشر» القنديل في برنامج «بدبلوماسية» (29 ديسمبر/‏ كانون الأول 2020) بعودة العمل الفلسطيني المسلح الذي لن يستثني دول الخليج بسبب انخراطها وتبنيها لمشروع السلام.

نحن إذاً أمام مشهد في غاية الخطورة، فالمسألة لم تعد مجرد العبث باستقرار لبنان ومصيره، بل تجاوزتها إلى ما يلي:

١- تهميش وتهشيم الدولة اللبنانية وقطع كل امتداداتها العربية، انطلاقا من الفصائل التابعة لحماس في المخيمات الفلسطينية.

٢- سيعتبر محور الممانعة لبنان قاعدة إيرانية تماما بسياسة الأمر الواقع، وهو ما يضع الحكومة المنتظرة أمام تحد استثنائي ومصيري.

٣- إذا كان الثنائي الإرهابي (حزب الله/‏ حماس) سيستخدم ورقة المخيمات لتدمير لبنان، فإنه ومن خلال تلك المخيمات أيضا، سواء في لبنان أو في سورية أو في غزة، وبالإضافة إلى خلايا نائمة أو «ذئاب مفردة» من مقيمين ومواطنين في دول الخليج، قد نشهد -لا سمح الله- موجة إرهابية جديدة ترث موجات القاعدة ثم داعش.

٤- إن الهدف من الإرهاب الجديد/‏ القديم الذي يستهدف المنطقة، إضعاف هيبة الدولة في الخليج، وإظهارها بمظهر الضعف أمام مواطنيها في الداخل وأمام حلفائها في الخارج.

٥- ويرمي الإرهاب الجديد/‏ القديم أمام إدارة أمريكية جديدة إلى تعزيز صورة إيران وفصائل الإسلام السياسي، من خلال الادعاء بأن هذه القوى هي التي تعبر عن الشارع، وهي القادرة وحدها على التفاوض مع الغرب وصناعة السلام ثم حمايته، وبالتالي فإن الدول العربية عموما، والدول الخليجية خصوصا، عقبة أمام هذا المسار، وهذا الطرح -للأسف- يجذب قوى اليسار الأمريكي بالذات كما شاهدنا زمن «الربيع العربي».

٦- وستضيف إيران، الجملة السياسية الأهم في حديثها الخافت مع الغرب، هؤلاء السنة إرهابيون ميؤوس منهم، وخلاصكم معنا في ولاية الفقيه وتحالف الأقليات، إن السنة يقتلونكم، ونحن نقتل السنة. وهذا السياق يضاعف إثم حماس وجماعة الإخوان.

إن الإرهاب الجديد/‏ القديم لن يسفر عن وجهه صراحة كالعادة، فاكتشاف العلاقات الوثيقة بين القاعدة وبين إيران -على سبيل المثال- أتى متأخرا، ومن الضروري هنا استذكار تجربة منظمة أيلول الأسود، ويا لها من مصادفة أن تكون زيارة هنية لنصر الله في أيلول، إذ ابتكر ياسر عرفات سرا هذه المنظمة للثأر من الدول التي ساندت الأردن في أحداث أيلول ١٩٧٠، وهذا موثق في وثائقي «حكاية ثورة»، فقامت المنظمة باغتيال وصفي التل واستهداف السفارة السعودية في الخرطوم، وعمليات أخرى كلها موثقة ومثبتة.

إن مواجهة الأجهزة الأمنية الخليجية لمكائد الإرهاب الشيطاني وأدواته الرخيصة عملية مستمرة، وقد أثبتت أجهزة الأمن الموقرة يقظتها وكفاءتها وجدارتها في كل الظروف والمحطات، وكان المواطن الخليجي واضحا وحاسما في خياراته، مع الدولة ضد المليشيات، ومع السلام والاعتدال ضد الإرهاب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

جمهورية اللامعقول تحت صور سليماني والمهندس

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2021

لم يكن ينقص اللبنانيين لاكتمال غربتهم عن بلدهم سوى أن يستيقظوا ذات صباح ليجدوا صور قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس تحتل طرقاتهم وعاصمتهم. قائد فيلق القدس الإيراني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أصبحا فجأة من الوجوه التي يصادفها الناس في شوارعهم ومداخل مؤسساتهم وبيوتهم، بعدما كان الرجلان قبل عام واحد مجهولين أو يكادان يكونان كذلك، عند الشطر الأكبر من المواطنين. بل إن على سكان هذا البلد الصغير أن يجهزوا أنفسهم ليكونوا خط الدفاع الأول عن إيران التي أفضلت على لبنان وزودت حزبها فيه بالصواريخ، على ما قال قائد سلاح الجو في الحرس الثوري ذاته، أمير علي حاجي زاده. هذا التصريح استدعى رداً لطيفاً من رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اعتبر أن ما من أحد يشارك اللبنانيين في الدفاع عن بلدهم. وكرر حزبه «التيار الوطني الحر» الموقف ذاته بكلمات مختلفة قليلاً، من دون أن يأتيا على ذكر الضابط الإيراني بطبيعة الحال.

الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله اتهم في يوم ذكرى الغارة الأميركية التي قضت على سليماني وعامله على العراق، وسائل الإعلام بتزوير كلام حاجي زاده، إضافة – وفي مسألة منفصلة – إلى تلقي مئات آلاف الدولارات من الولايات المتحدة لتشويه سمعة المؤسسة المالية التي يديرها الحزب «جمعية القرض الحسن»، وتشكل نظاماً مصرفياً مستقلاً وموازياً غير خاضع للقوانين اللبنانية. التزوير وتلقي الأموال من الخارج وصفتان لا يصح أن يمرّ خطاب لنصر الله من دونهما. فمنتقدو تمادي جنرالات الحرس الثوري في ازدراء السيادة اللبنانية مثلهم مثل المتضررين من إفراط الحزب في احتقار القوانين المحلية وإقامة مؤسسات خارج أي رقابة أو مساءلة.

المصادفة، أو ربما الطيران الإسرائيلي الذي لا يغادر سماء لبنان إلا ليعود إليها، جعلت مستودع محروقات وغاز ضخم ينفجر قرب الحدود اللبنانية – السورية أثناء إلقاء نصر الله خطابه الذي حفل بالتهديد للولايات المتحدة وإسرائيل وحفنة العملاء والمتعاملين إلخ.. ولا يحتاج المرء خبرات جنائية ليعرف أن المستودع الذي تعرض للتفجير الغامض يشرف عليه مؤيدو الحزب، وهو مخصص لتهريب المحروقات والغاز المدعومين من المال العام اللبناني إلى الداخل السوري لتمويل نظام بشار الأسد والحزب المقاوم. بهذه الخفة يتعين على اللبنانيين تصديق جملة من «الحقائق البديلة» التي ترمي إلى إقناعهم بأنهم يعيشون أزهى أيام العزة الوطنية والكرامة بفضل «كرامات المقاومة»، فيما تهرب السلع الأساسية التي يشترونها بمالهم أمام أعينهم بتواطؤ أجهزة السلطة ومعرفتها. بيد أن هذا جانب واحد من غربة اللبنانيين التي تتخذ شكل اليأس والاكتئاب الجماعي. ولكي تتضح الصورة تنبغي زيادة الأرقام الضخمة اليومية للمصابين بوباء «كوفيد-19» وأعداد الوفيات جراء المرض وتحذيرات الهيئات الطبية من قرب انهيار القطاع الصحي بسبب ضغط العدوى المتفاقمة وفشل الدولة في اتخاذ أي إجراء لكبح الوباء الذي ينتشر بتموالية هندسية (ربما) مع استمرار التدهور الاقتصادي والامتناع عن البدء بخطوات لوقف الكارثة المعيشية المقبلة، ناهيك بضياع التحقيق في انفجار الرابع من آب الماضي في متاهات المهاترات السياسية والطائفية ومعه ضياع حقوق الضحايا والمصابين. لا رد على الاعتراض على رفع صور سليماني والمهندس سوى مزيد من الاستعلاء والمكابرة تحت ضجيج محركات النفاثات الإسرائيلية. ولا حل للقضايا المعيشية والمطلبية والصحية إلا بجمل خطابية فارغة واستعراض للعدوانية من قبل تحالف الميليشيات والمافيات الحاكم. ليقابل ذلك كله بعبث ولامبالاة تصل إلى مستويات غير مفهومة أو قابلة للتصديق كتلك التي رافقت الاحتفالات برأس السنة الميلادية، حيث احتشد آلاف اللبنانيين من دون احترام إجراءات التباعد والوقاية من الوباء في المطاعم والملاهي…

كيف تصاغ صورة منطقية من هذه الأحداث ومن تناقضات اليوميات اللبنانية؟ هل حقاً ثمة من يشعر بخطر تخبئه الأيام المقبلة؟ هل من نظام عام يصح استتناجه من هذه الفوضى العارمة في السياسة والاقتصاد وتحلل البنى الاجتماعية والمؤسسية؟ لا جديد في الأسئلة هذه، ولا جديد في البحث عن إجابات لها. وإذا صح أن هناك ما يتغير تحت ضوء الشمس فهو مستوى اللامعقول والعبث واضمحلال كل ما يمت إلى الوضوح والانتظام بصلة. جمهورية اللامعقول برعاية لافتات تحمل صور قتيلين إيراني وعراقي يقال إنهما قدما حياتيهما فداء لنا… وثمة من يصدق.

 

"الثوري الإيراني" يضعضع مجددا علاقة التيار بالحزب.. ما تحت الطاولة وما فوقها

 بولا أسطيح/الكلمة اونلاين/05 كانون الثاني/2021

لا تكاد قيادتا حزب الله و"التيار الوطني الحر" تتجاوزان مطبا يهدد تفاهمهما الذي يوشك قريبا على اتمام عامه ال١٥، حتى يعترضهما مطب جديد اكثر حدة وقوة.

فبعد التصدعات الكبيرة التي اصابت علاقتهما في المرحلة الاخيرة على خلفية ملفي الحكومة وترسيم الحدود ما دفع بعض مناصريهما للمطالبة علنا بفك التحالف، جاءت العقوبات الاميركية على رئيس "التيار" جبران باسيل لتحقق نوعا من النتائج العكسية، فالعقوبات التي قال الأخير انها استهدفته لرفضه فك ارتباطه بحزب الله، اعادت وصل ما انقطع بينهما في الفترة الماضية مع شعور قيادة الحزب بواجب الوقوف مجددا وبثبات الى جانب باسيل سواء في الملف الحكومي او غيره من الملفات وصولا لحديث البعض عن ان ما حصل قد اعاد رفع اسهمه لدى الحزب لرئاسة الجمهورية ٢٠٢٢.

الا ان شهر العسل بين الطرفين لم يستمر طويلا. فبعد ما نقل عن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، عن أن "كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي للمواجهة"، ما استدعى ردا غير مباشر من رئيس الجمهورية كما من "التيار الوطني الحر"، عادت الجبهات “الافتراضية" لتشتعل بين جمهوري الحزبين.

واذا كان الموقف الحاد الذي اطلقه الناشط في "التيار" ناجي حايك الذي انتقد فيه بقوة امين عام حزب الله و"التبعية للغريب" لا يلزم قيادة التيار، الا ان الردود عليه بينت عمق الخلاف بين الحزبين والذي يتخذ بعدا استراتيجيا بعكس ما يصر الطرفان على التأكيد عند كل منعطف، متحدثين عن خلافات عابرة بمقاربة عدد من الملفات. وتقف القيادات العونية محرجة عند كل محطة او موقف على علاقة بارتباطات حزب الله الخارجية، وهي في معظم الاحيان لا تجد اي مبررات تخرج فيها للعلن فتفضل اللجوء للظل حتى تلاشي موجة الاعتراضات. الا ان ذلك لم يكن خيارا بعد موقف الحرس الثوري، اذ وجد عون كما قيادة التيار نفسيهما مضطرين لاصدار مواقف حاسمة في هذا المجال وان استدعى ذلك "زعل" الحزب.

ولم يعد خافيا على احد ان ما يحكى تحت الطاولة ليس مطابقا لما يحكى فوقها بين الطرفين. فاذا كانت القيادتان مقتنعتان الى حد كبير بجدوى التحالف واستمراره، يجد قسم كبير سواء من القاعدة العونية او من قاعدة حزب الله ان اوان الانفصال قد حان. ويقول عونيون في مجالسهم ان "ما يجعل التحالف مستمرا هو ان تفادي الحرب والمواجهة المفتوحة خاصة في ظل الضغوط الكبرى التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركية على الحزب ومعه لبنان ككل"، وهم لا ينفكون يرددون انهم ليسوا هم من اوصل الحزب الى الموقع والقوة التي هو فيها اليوم، وانهم لو لم يوقعوا ورقة التفاهم معه لكان البلد في مكان آخر على مستوى الاستقرار الامني. وقد ارتفعت اصوات العونيين اكثر من اي وقت مضى في الآونة الاخيرة ضد الحزب، وراء الكواليس لاعتبارهم ان ثمن التحالف بات غاليا جدا وبات يطال كل لبنان واللبنانيين بعدما كان محصورا بالحزب. ولعل اكثر ما يثير استياء هؤلاء ما يقولون انه اضطرارهم لدفع الاثمان عن الحزب مقابل وقوفه عند كل مفترق طرق الى جانب حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري خوفا على تضعضع "البيت الشيعي" الذي يبقى اولوية الاولويات لقيادة الحزب.

واذا كنا نتحدث هنا عن استياء عوني، ففي دفة حزب الله ما هو اكثر وابعد من ذلك. ويرد مسؤول حزبي خروج بعض الخلافات مع "الوطني الحر" الى العلن لغياب الانضباط الحزبي في "التيار" مقابل الانضباط الكلي في صفوف حزب الله. وفيما تحاول قيادة الحزب استيعاب الخلافات وتخطيها عبر حصر النقاش بقنوات داخلية بين الحزبين، تتفاجأ دائما باخراج الخلاف الى العلن بطريقة او بأخرى. ولا ينسحب الانضباط الحزبي على مناصري حزب الله على وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث لا يتردد حتى اعلاميون محسوبون مباشرة على الحزب بخوض "مواجهات افتراض" مستخدمين الاسلحة كافة غير آبهين بخط الرجعة. وينتقد هؤلاء ومناصرون آخرون للحزب مرارا ما يقولون انها اجندات خاصة ل"الوطني الحر" مرتبطة بتبوؤ باسيل سدة الرئاسة بعد عون، تدفع العونيين لتقديم تنازلات في اكثر من ملف ولتجاوز خطوط حمراء لطالما منع تجاوزها.

وفي الخلاف الاخير الذي نشب على خلفية موقف "الحرس الثوري"، عاد مناصرو الحزب ل"تمنين" العونيين بوقوف قيادة حزب الله الى جانب عون حتى ايصاله الى قصر بعبدا، من دون ان يحاولوا ولو لوهلة تبرير ما ورد على لسان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري... فالامر بالنسبة للحزب والمقربين منه محسوم وقد عبر عنه السيد نصرالله بوضوح منذ العام ٢٠١٧ حين قال أن "أي حرب مقبلة من إسرائيل، ستلغي كلّ الحدود، وتوحدّ الساحات من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق وايران، وربما على مساحة جغرافية أكبر، وستكون مسرحاً لمئات آلاف المقاتلين".

ومن المتوقع ان يكون هذا البند ابرز البنود الذي ستنكب اللجنتان الحزبيتان اللتان تم تشكيلهما لاعادة النظر بورقة التفاهم، على النظر والتدقيق فيه خاصة وانه يشكل لب الخلاف الاستراتيجي بين الطرفين والذي يهدد بالاطاحة بكل شيء بينهما!

 

صواريخ حسن نصرالله وموت الياس الرحباني

محمد أبي سمرا/المدن/05 كانون الثاني/2021

*فملحمة الشهداء والصواريخ وحدها حياتنا وحاضرنا وماضينا ومستقبلنا، وعنها علينا أن نتكلم، ولها وحدها يجب أن نعيش وننشد الأناشيد في هذه الهوة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/94614/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

من ذاك البلد القديم وزمنه المنقطع أو المبتور تماماً عن حاضر البلد الذي نعيش فيه اليوم، وصل إلينا خبر موت الياس الرحباني. والراحل هو الشقيق الأصغر في الرعيل الرحباني الأول، الذي كانت الحروب (1975-1990) قد ساهمت في تقويض وئامه العائلي، فيما هي تقوّض صورة ذاك البلد القديم، الذي ساهم الفن الرحباني بصوت فيروز في إرسائها وتسويقها.

وكانت تلك الصورة صورة بلد شبه ريفي، ويحاول بصعوبة أن يتمدن (من المدينة)، وربما من دون أن يقصد ويدري، وشغوفاً بحنينه الفولكلوري المتواصل إلى ريفيته المفقودة، والمتصورة سعيدة هانئة. وكان ذاك البلد هشاً وخجولاً في تمدين اجتماعه الأهلي شبه العائلي، قيماً وعلاقات ونمط عيش، ونظاماً سياسياً.

وقد يشبه الشقاق العائلي الذي دبّ بين الجيل أو الرعيل الرحباني الثاني على تقاسم الإرث الفني للرعيل الأول، دبيبَ ذاك الشقاق الأهلي اللبناني الكبير الذي قوّض التمدين اللبناني البلدي الصعب، الهش والخجول، كما قوّض نظامه السياسي الذي كان يقوم على وئام أهلي، بلدي وشبه عائلي، في حياته وعلاقاته الاجتماعية والسياسية. واستمر ذاك التقويض يراوحُ وينازع طوال عقود، من دون أن يلفظ ذاك البلد أنفاسه الأخيرة، حتى في زمن حروبه المدمرة ومقاتلها. لكنه ها هو يلفظَها أخيراً، فيكتمل محقه، ويهوي فجأة في هوّة سنة 2020 المنتهية قبل أيام، والتي رمته في قطيعة كاملة وشاملة مع ماضيه.

وسنة الهوة هذه، هي التي جعلت خبراً مثل موت الياس الرحباني أمس، يصلنا من ماضٍ سحيق في قطيعته عن هذا الحاضر الذي نعيش فيه. وكأن كل ما يذكِّرنا بذاك الماضي وصوره وكلماته، لم يعد له سوى معنى واحد ووظيفة واحدة: تعميق الهوة والقطيعة، والتحديق المتواصل في جدران الحاضر الخرساء، الخالية حتى من كوة صغيرة، تسمح ولو بالحنين إلى ذاك الماضي، الذي لم يكن حتى الأمس القريب قد صار على هذا القدر من القطيعة والمحق. فالحنين، مثل الحِداد، ينطوي على شيء من العزاء والمواساة اللذين ليس من أثر لهما في هذه الهوة المعتمة.

وفي هذه الهوة استقبلَ عامنَا الجديد هذا، ذاك الصوت الذي اعتاد من سنين على أن يبلِّغنا أين نحن، ومن نحن، وكيف علينا أن نكون وماذا نفعل ونقول. وهو صوت غضوب، شغوف بالغضب وبغضبه الشغوف، ولا صوت يعلو فوق صوته في حاضرنا هذا.

ومن ما قاله في استقباله سنتَنا الجديدة "نحن وغزة جبهة أمامية" واحدة. طبعاً الجميع يعلم لماذا قال غزة وحدها، ولم يقل فلسطين. ففلسطين رام الله ومحمود عباس من ذاك الماضي السحيق، ماضي "الهزائم والاستسلام" بعدما أشرقت شمسه، شمس "الانتصارات": في لبنان حزب الله، وغزة حماس والجهاد الإسلامي، وسوريا الأسد المفيدة وعراق الحشد الشعبي، ويمن أنصار الله الحوثيين.

أما ما عدا هذه الشطور من البلدان، فانتهى ولم يعد موجوداً في حاضر شمس الانتصارت هذا الذي نعيش في ظلاله الوارفة، يضيئه ويشعشع فيه مقتل قاسم سليماني: "الحادثة الكبيرة المفجعة، التي ستبقى خالدة في التاريخ"، أي في حاضرنا الأبدي هذا، قال سيد الانتصارات.

والبشر في هذا الحاضر يظلون جميعاً، وفرداً فرداً، غُفْلاً ونكِرات، بلا حياة ولا أسماء، حتى يخرجهم "الاستشهاد" من الغفلية واللاوجود، فيصيرون "سادة قافلة الوجود"، أي أصحاب "فضل" و"معروف" علينا، نحن الغفل النكرات. ولذا "يجب علينا أن نذكرهم (الشهداء) ونتذكرهم ونذكّر بهم الناس والأجيال والعالم". فهذا عملنا وقدرنا الوحيد، طالما ارتضينا أن نظل نكرات مغفلين في هذه الهوة.

أما من يحاول أن يتذكر شيئاً ما من ذاك البلد القديم، من زمن ما قبل الانتصارات، فيذكّره سيد المقاومة: "إن كان أحد يسأل عن لبنان (وأين هو لبنان اليوم)، فذلك بفضل المقاومة، وصواريخ المقاومة، والتي أعطتها إيران للمقاومة. والمقاومة الموجودة في لبنان أهم المقاومات في تاريخ البشرية. وهذه المقاومة هي الوحيدة القادرة على حماية الثروات النفطية، بفضل سلاحها والدعم الإيراني والسوري". والذين يشككون في هذا، يقول لهم صاحب هذه المقاومة: "ما تّعْبوا حالكم كتير، وبزيادة عليكم هالقد". أي لا ضرورة أن يُقال لكم أكثر من هذا لتكفوا عن الكلام وتخرسوا، لأنكم لستم أهلاً لما أعطتكم إياه المقاومة.

وفي الختام، توجه صاحب المقاومة إلى أعدائها قائلاً لهم: "اقتلونا، فإن شعبنا يعي أكثر فأكثر" بالقتل. و"عندما تقتلونا يزداد وعي شعبنا". أي يزداد غضبه الشغوف عليكم، وشغفه الغضوب منكم، كما تزداد عداوته الشغوفة، وشغفه بعداوته لكم.

ليس استهلال هذه السطور بخبر موت الياس الرحباني، إلا من باب التوارد الزمني بين رحيله واستقبالنا سنتنا الثانية في هوة حاضرنا الأبدي بالكلام عن الشهداء والصواريخ.

فملحمة الشهداء والصواريخ وحدها حياتنا وحاضرنا وماضينا ومستقبلنا، وعنها علينا أن نتكلم، ولها وحدها يجب أن نعيش وننشد الأناشيد في هذه الهوة.

هوة أن نعيش أبدياً بالصواريخ وللصواريخ، نغني وننشد ونحتشد في مواكب بشرية طقوسية في عبادة الصواريخ والشهداء وكراهية الأعداء.

 

"التميّيز" اتّخذَت قرارَها ... تَنحيةُ القاضي صوان!

ميشال نصر/"ليبانون ديبايت"/الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021 

بينَ حُكم "كورونا" المُبرم بضرورة إقفال البلد، وحُكم الشّعب مع وقفِ التّنفيذ في ملف المرفأ، وبالتالي مستقبل أهل السلطة، العالق عند محكمة التميّيز، التي قرّرت أن تأخذ بصدرها مواجهة جزء من "العدلية" نيابة عن طبقة السياسيين الفاسدة، فيما قلب المجلس القضاء الأعلى مع القاضي صوان، المدعوم من الشعب وجزء كبير من القضاة، يعيش اللبنانيون "على أعصابهم" بعدما تخطّت تداعيات انفجار المرفأ حدود الـ 10452 كلم2. فعلى ما يبدو أن المافيا السياسيّة الحزبيّة الأمنيّة القضائيّة مصرّة على حماية نفسها ومنتوجاتها، مراهنة على انقسام السلطة القضائية، فيما كان يفترض العكس، قبل ان تفلت الامور ويفتح باب "تدويل الملف" على مصراعَيه، مع تولّد قناعة لدى المجتمع الدولي بوجود تلكؤ لبناني وعملية طمس للحقائق، ومحاولات تحوير للتحقيقات، بعدما تبيّن ان المحقق العدلي قد توصل الى خلاصات من شأنها قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، بداية اؤلئك الذين سوقوا لنظريات "الشرقوطة"، وقد كنا اول من كشف تلك الوقائع.

وفي المعطيات المستجدّة ووفقاً لمصادر قضائية مطّلعة، فإن محكمة التميّيز أرسلت اشارة غير مطمئنة بطلبها ملف التحقيق من القاضي صوان، ما يعني عملياً قبولها "بادّعاءات" الوزيرين السابقين في الشكل، خلافاً للقانون، ودخولها في الاساس، ما يرجّح عملياً قبولها بما تقدّم به خليل وزعيتر، وتوجهها لاتخاذ قرار بكفّ يد صوان عن التحقيقات وتنحيته عن الملف. وأشارَت المصادر الى ان خطوة "التميّيز" المبنيّة على سابقة غير قانونية حصلت عام 2005 في ملف التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحرري، ترمي الكرة في ملعب وزيرة العدل صاحبة القرار الفصل في المسألة، وهنا نصحت المصادر الوزيرة نجم بعدم الالتزام بقرار "التمييز" كونها مرجع غير صالح، مستندة الى ان قرار تعيين صوان صدر بمرسوم، وبالتالي فإن وزيرة العدل تخضع لقرار الحكومة وليس محكمة التمييز. وفي هذا الاطار، حذّرت المصادر من اي خطوة او "دعسة ناقصة" تجاه القاضي صوان، لما سيترتّب على ذلك من نتائج سلبية داخلية وخارجية، فصوان يحظى بدعم شعبي تترجمه الحركات المطلبية امام منزله، كذلك بتأييد عدد كبير من القضاة وفي مقدّمتهم مجلس القضاء الأعلى، معتبرة ان تنحية صوان ستؤدي الى رفض اي قاض استلام الملف.

وأمام هذا الاستخفاف الداخلي من قبل سلطة اعتبرت نفسها "زمطت" من الحساب الشعبي مع زيارة ماكرون التعويمية الاولى، تتجمّع يوماً بعد يوم بوادر ومؤشّرات لتدخّل دولي جدّي على هذا الصعيد، بدا مع التحقيقات المتعدّدة الجنسيات، وانتقل الى قرار خطير اتّخذ في الكونغرس الاميركي، ولن ينتهي عند معلومات تحدثت عن ضغوط من قبل نواب اوروبيين لاصدار توصية عن البرلمان الاوروبي لا تختلف بمضمونها عما صدر عن واشنطن، خصوصاً ان بين ضحايا الانفجار مواطنين ورعايا يحملون جنسيات اوروبية، يحقّ لهم الادّعاء امام محاكم بلادهم، كما ان القانون الاوروبي يعطي للمتضرّرين اللبنانيين الحق بالادعاء امام المحكمة الاوروبية. وهنا، لا بدّ من التوقّف امام خطورة خطوة الكونغرس التي تذهب أبعد من مسألة تفجير المرفأ، حيث ربطت مجموعة من العوامل السياسية والامنية، في حبكة تبنّاها الديمقراطيون والجمهوريون في اول اجماع لهم منذ الانتخابات الرئاسية، ولذلك الكثير من التداعيات مستقبلاً، في وقت تنطّحت فيه الدولة اللبنانية للردّ بغباء موصوف على الخطوة الاميركية، تنم عن جهل كامل لابسط قواعد القانون الدولي. إذاً، كرة الثلج الدولية تكبر، فيما "كبار" لبنان يتلهّون بصغائر الحصانات لتأمين المحميات التي قامت لسنوات، غير آبهين لهول الكارثة بكل المقاييس، والتي باتت، بحسب اخر المعطيات المتوافرة عن التحقيقات، تصنّف بجريمة ضدّ امن الدولة القومي، أبعد بكثير من فساد واستهتار واهمال،"تستقتل" السلطة لحصر الجريمة ضمن حدودهم. فهل تحسم وزيرة العدل الجولة لصالح الشعب اللبناني؟ ام يكون قرار محكمة التمييز بداية نهاية للمنظومة بكل أشكالها وألوانها؟ "على كل حال" نصيحة من الشاطر حسن، اليوم ببلاش بُكرا بجمل، "ما متّوا بعد بس شوفوا حولكم مين وكيف مات" من صدام حسين في "الجورة" الى معمر القذافي في المجرور، وقبلهم تشاوشيسكو وغيرهم كثيرون... فإيّاكُم أن يتنحّى القاضي صوان لأن في ذلك انفجار ستفوق قوته بدرجات زلزال المرفأ، ومَن يَعش يرى وبِذكّر التاني..!

 

السيادة بين التغريدة والصاروخ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2021

ولد لبنان المستقل عام 1943 بلا احتفالات الموالد. وبالنسبة لبعض بنيه من المسلمين، كانت الولادة شبهة. فهو يعاني من نقص خلقي في عروبته، ومسيحيوه تسري في عروقهم دماء غربية. وانعكس ذلك عند المسيحيين شعوراً بالنقص، إن لم يكن بالذنب. ورفضت سوريا الاعتراف بالدولة الجديدة، باعتبار أن مساحة كبيرة منها «سلخت» عنها. تعامل معظم العرب مع سيادة لبنان باستهانة، وأحياناً باحتقار. وفي الخمسينات تصرف سفير مصر عبد الحميد غالب مثل مفوض سام. ولكن بولاء وحماس من لبنانيين كثيرين. وفي السبعينات لم يكتفِ ياسر عرفات بمظاهر وصلاحيات المفوض السامي، بل أراد - حسب تعبيره - أن يكون حاكماً. وكان هناك مجموعة كبيرة جداً من اللبنانيين على أبوابه. وصارت تهمة الخيانة تلقى على من يعارضه أو يعترض على نفوذه. ووقفت الحكومة اللبنانية التي انقسمت بدورها وانقسم جيشها حول سيادة البلد.

وفي عز الحرب خرج أبو عمار إلى تونس، ودخل الجيش الإسرائيلي بالآلاف، فيما كانت القوات السورية تخلي أول عاصمة عربية احتلتها. وكان لبنانيون كثيرون في الانتظار. وأصبح مشهداً مألوفاً أن يتجمع السياسيون على أعتاب مفوض المخابرات السورية في البقاع، أو في صالونات فنادق دمشق.

خرجت القوات السورية عسكرياً من لبنان وبقيت سياسياً. وظهر للمرة الأولى النفوذ الإيراني من خلال «حزب الله». وكان موقف الحزب من سيادة لبنان معلناً وواضحاً: إنه يدين بالولاء المطلق للولي الفقيه. أي أن سياسات لبنان، الداخلية والخارجية، ليست سوى شؤون ثانوية من استراتيجياته الكبرى، ومنها قرارات الحرب والسلم، كما حدث في حرب يوليو (تموز) 2006. انتخب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد تعطيل البرلمان عامين ونصفاً، كمرشح أساسي للحزب. ولكن ضمن تسوية ضمت سعد الحريري وسمير جعجع. بعد وصوله بقليل تخلى عون عن التسوية. وعشية ذكرى قاسم سليماني وجد نفسه محرجاً عندما أعلن قائد السلاح الجوي الإيراني أن صواريخه في لبنان (وغزة) ستدمر حيفا وتل أبيب. ورأى رئيس الجمهورية اللبنانية نفسه مضطراً إلى قول شيء ما، فغرد عن سيادة لبنان. فكان أن أصدر المفتي الجعفري حسن قبلان بياناً (لا تغريدة) قال فيه «لا سيادة من دون صواريخ قاسم سليماني». الأفضل للبنانيين أن يقروا بأن السيادة لم تكن يوماً في همومهم.

 

إنقاذ الرئاسة أو إنقاذ الرئيس

وائل أبو فاعور/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2021

لا أخطر من المحاججة الطائفية في لبنان. رغم أنَّها تتخفَّى في معظم نقاشاتنا السياسية بلطفٍ وطني شديد، فإنَّها في النهاية تستبطن عنفاً تاريخياً مكبوتاً، وتقود إلى مآلٍ واحد هو نزاع الهوية والخيارات. تاريخياً قام لبنان على مزيج من الانتماءات البدائية والاستنادات الخارجية التي مُورست من الجميع باحتراف بديع. الصراعات صنعتها حاجات المجموعات اللبنانية وفائض قوتها أو ضعفها، والتسويات صنعتها أيضاً حاجات المجموعات اللبنانية وتحينها للفرص الإقليمية أو الدولية. في تاريخنا غير البعيد، دارت الصراعات مدار علاقات المجموعات اللبنانية بالسلطنة العثمانية وبالانتداب الفرنسي بعدها.

التاريخ اللبناني مضطربٌ، دمويٌّ وصاخبٌ، لم تنسج فيه العلاقات المحلية بعيداً عن الصلات الخارجية. في بدايات صعود السلطنة العثمانية استفاد المسيحيون من المعاهدة التي وقعت بين الملك الفرنسي فرنسوا الأول وبين السلطان العثماني سليمان القانوني في عام 1535. الأمراء المعنيون الدروز تحالفوا مع السلطنة عندما التفت العثمانيون إلى محاولات الدولة الصفوية الوصل بين شيعة البقاع وشيعة الجنوب، فأوكلوا إليهم مهمة قطع هذا التواصل في مشغرة، وغفروا لهم انحيازهم السابق إلى جانب المماليك؛ لا بل تمردهم على السلطنة دعماً للزعيم السني محمد بن الحنش في بدايات سيطرتها على بلاد الشام.

في زمن ضعف السلطنة لم يفلح الفرنسيون في الجمع بين مصالح الموارنة ومصالح الدروز، فاختاروا مرغمين الجانب الماروني، ورسموا صورة لبنان الكبير وفق تصورات هؤلاء. وعندما فشل البريطانيون في إبعاد الموارنة عن الفرنسيين يمَّموا وجههم شطرَ الدروز، وعقدوا تفاهماً معهم. وفي مرحلة لاحقة جاءت روسيا لحماية المسيحيين الأرثوذوكس، وحاولت إبقاءهم بمنأى عن الصراع الدرزي الماروني، بينما سعت النمسا لتقديم نفسها حامية للكاثوليك بديلاً من فرنسا.

مطالبات العدالة والتحرر كانت دوماً تنتهي إلى صدام طائفي، ثم إعادة صياغة للواقع المحلي على أساس التوازنات المحلية الناشئة واستناداتها الخارجية. إيران هي اليوم الدولة التي تدور مدارها الأحداث في لبنان، هي الأقوى حضوراً، وهي التي تتوزَّع حولها الانتماءات، تحالفاً معلناً أو توجساً خفياً أو عداوة مكتومة.

قناصلُ كثرٌ لدول عديدة ومبادرات دائمة؛ لكن إيران هي الأقوى، وبنية الحكم في لبنان هي لمصلحتها إذا لم تكن حليفتها. عهد الرئيس ميشال عون إشكالي بالمعنى الداخلي، والتسوية التي حملته إلى سدة الرئاسة أكثر إشكالية، وتبدو في قطيعة مع الإدراك الحقيقي لتاريخ لبنان الذي لم يحتمل استقراره الداخلي في يوم من الأيام خيارات جموحة ومتطرفة بهذا القدر، فالرجل يأتي من تاريخ لبنان المضطرب لا الساكن، من تاريخه لا من حاضره أو مستقبله، من نزاعاته لا من تسوياته، من توتراته لا من سلمه وإن كان عابراً. هو مترع بكل معاني الانقسام اللبناني السابقة للمصالحة اللبنانية. في الداخل يصنف نفسه وارثاً للصراعات التاريخية وحامل إرثها ومشروعها، وما تعبيرات: «الرئيس القوي» و«المسيحي القوي» و«العهد القوي» و«تحالف الأقوياء»، وكل أدبيات نزق القوة والتحدي، إلا تعبير واهم عن هذا الفهم التاريخي لنفسه ولدوره وتياره بمواجهة الآخرين في لبنان، وإعلاء راية المواجهة مع بقية المجموعات اللبنانية التي تتحصَّنُ برأيه في وزنها الديمغرافي، أو قوتها السياسية، أو مكاسبها نتيجة الحرب واتفاق الطائف الذي أنهى النظام السابق وأسبقياتِه السياسية لمصلحة المسيحيين في السياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية، وفق فهمه.

في المعنى الخارجي، ينبثق عون من صلب نظرية تحالف الأقليات، وهي للمفارقة فكرة ذات منشأ لبناني - صهيوني مشترك، صاغها ناشطو القسم السياسي في المؤسسة الصهيونية، وأبرزهم إلياهو أبشتاين مع قلة قليلة من الناشطين اللبنانيين المذعورين من تنامي أعداد المسلمين اللبنانيين ونفوذهم وطموحاتهم، على عكس أكثرية نخبوية مسيحية متنورة، صاغت فكرة القومية العربية في نهايات القرن التاسع عشر، وبشرت بها في عدد من أقطار العرب، وكانت المعادلة بسيطة في عام 1919 كما اقترحها هؤلاء على رئيس المنظمة الصهيونية العالمية حينها حاييم وايزمان: لبنان للمسيحيين، وسوريا للمسلمين، وفلسطين لليهود (لورا أيزنبرغ - عدو عدوي). ولو عاش هؤلاء لزماننا هذا لأضافوا سوريا للعلويين، كما يحصل اليوم بدعم من إيران ودول أخرى، فاكتمل حينها قوس حلف الأقليات.

عهد الرئيس ميشال عون ألغى المسافة الفاصلة بين «الدولة اللبنانية» وبين سياسته الجموحة وسياسات ومصالح حلفائه، فأصبحت الدولة اللبنانية شريكة ومسؤولة عن كل أفعاله وأفعال حلفائه، من سوريا إلى العراق إلى اليمن. حتى التمرين النظري الذي كان يقوم به اللبنانيون حول الاستراتيجية الدفاعية، أي نقاش سلاح «حزب الله» أهمله عون وتياره لمصلحة مزيد من المكاسب الداخلية، ومنافع السياسة والإدارة والاقتصاد والدستور الذي تعرض ويتعرض لانتهاكات متمادية، ليس بمعنى قدسية الدستور التي لم تكن يوماً هاجساً لبنانياً مقيماً؛ بل بمعنى التوازنات اللبنانية.

التسوية باتت صعبة في ظل حكم يعتبر العناد فضيلة وطنية كبرى، والتجارب المكلفة تجعل الحل يأتي لزاماً من داخل المجموعات اللبنانية بقناعتها أو اضطرارها، وليس من خارجها وفرضاً عليها، وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ لبنان التي دمَّرت خلالها علاقات لبنان العربية والدولية، وبلغ التأزم الطائفي أقصى مداه، وانهار الاقتصاد اللبناني فوق رؤوس المواطنين. طي هذه الصفحة هو مسؤولية مسيحية بالدرجة الأولى، وهذا ما يدركه رأس الكنيسة المارونية البطريرك الراعي في قلقه المحق على الكيان وأهله، ومناشداته وتقريعه اليومي للسياسيين ومواقف القوى المسيحية الأساسية المطالبة بالتغيير؛ لا سيما ذلك الإلحاح المحموم على الانتخابات النيابية المبكرة التي تحتاج أن تكتمل وطنياً، وأن تؤدي إلى تجديد شرعية النظام السياسي اللبناني المأزوم، وأن تنطلق من نزاهة وطنية تليق بالبطريرك، وتبدأ بانتخابات رئاسية مبكرة وانتخابات نيابية مبكرة تعيد التوازن الداخلي، وتطلق مسار مصالحة السياسة مع المجتمع، وتصلح الضرر الفادح في علاقات لبنان العربية والدولية بعيداً عن التوريات السياسية تحت عنوان اللامركزية الإدارية، وهو تعبير لبناني لطيف عن مدى الذعر الداخلي بين اللبنانيين.

تاريخنا حافل بالعثرات الوطنية؛ لكنه لا يخلو من تجارب عاقلة ومدركة. الرئيس اللبناني الأسبق والأجدر فؤاد شهاب الذي انتُخب في أعقاب الثورة الشعبية اللبنانية التي قادها المعلم كمال جنبلاط ضد حكم الرئيس كميل شمعون في عام 1958، استقال بعد سنتين من حكمه، بعد إجرائه الانتخابات النيابية في عام 1960؛ حيث اعتبر أنه أدى مهمته التي انتُخب لأجلها، وإن رفضت استقالته في حينها رغبة في مزيد من عهده الإصلاحي والتصالحي. والرئيس الأسبق سليمان فرنجية عندما أدرك استعصاء الحكم عليه في ظل الظروف التي حكمت البلاد في عام 1976، وافق على إجراء انتخابات مبكرة حملت الرئيس إلياس سركيس إلى سدة الرئاسة قبل ستة أشهر من الموعد الدستوري، وإن تم ذلك في سياق إقليمي ودولي؛ لكننا اليوم لا نبدو بإزاء ترفع شبيه أو واقعية مماثلة من قبل الرئيس الحالي. وفي روايتنا اللبنانية غير البعيدة، قاد تمسك البطريركية المارونية في عام 1841 بالأمير بشير الثالث لاعتبارات طائفية واجتماعية، إلى سقوط الأمير؛ لكنه قاد أيضاً إلى دفن الإمارة (المارونية في ذلك الوقت) لمصلحة نظام القائمقاميتين، وما تلاه من أهوال وصراعات وتغييرات في موازين الحكم. نحن أمام خيار من اثنين: إما إنقاذ الرئيس، وإما إنقاذ الرئاسة ونظامنا السياسي الحالي برمته من مؤتمر تأسيسي يلوح في ذهن البعض.

 

قاسم سليماني... أكثر من اغتيال

نديم قطيش/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/94619/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84/

يتضح كل يوم أن قرار دونالد ترمب تصفية الجنرال قاسم سليماني هو قرار كبير جداً على مستوى المنطقة وتوازناتها.

لا يشبهه إلا قرار إدارة جورج دبليو بوش إسقاط نظام صدام حسين الذي فتح حدود العراق أمام المد الإيراني، وقرار اغتيال رفيق الحريري الذي أسقط حائط السد أمام الملالي في عموم المشرق.

هو واحد من هؤلاء الأشخاص الذين تتكثف في شخصهم وحركتهم وقراراتهم معانٍ استراتيجية تطال دولاً وشعوباً وأمماً.

فالجنرال سليماني ليس شخصية كبيرة داخل نظام إيران وحسب. ما نكتشفه كل يوم منذ اغتياله قبل سنة، أنه هو شخصياً الدولة العميقة للنظام، ونقطة التوازن فيه، وطاقة الدفع خلفه. ولا يني اغتياله يستنزف هيبة إيران، المقيدة بالعجز عن الرد، والتي يملأ قادتها الهواء نفخاً ساخناً لا يقدم ولا يؤخر في معادلات القوة والأمن.

ما هي رسائل سنوية سليماني الأولى بالوقائع التي انطوت عليها؟

أولاً: كان قاسم سليماني بحيويته الميدانية واستعراضه الإعلامي ورقة التوت التي تغطي وهن الجمهورية الإسلامية. مجرد وجوده كان يغشي على حقيقة أن 30 مليون إيراني يعانون من سوء التغذية، بحسب الإحصاءات الوطنية الإيرانية. وأن التضخم بنسبة 450 في المائة، قد أصاب جزءاً كبيراً من السلع الأساسية، وأن البطالة تعطل 25 في المائة من عموم القوة العاملة، وأن سعر الدولار ارتفع مقابل التومان بما نسبته 162 في المائة خلال العام الأخير فقط!

قاسم سليماني كان شجرة القوة التي تغطي غابة الضعف هذه، ومن خلاله بنَت إيران سمعة عسكرية كبيرة من دون أن تخوض معركة واحدة كدولة، وإذ بطهران لا تجد في كل صواريخها وترسانتها ما يكفي لترميم الهيبة بعد اغتياله.

وها هو جواد ظريف، وزير خارجية «إسقاط أميركا ومحو إسرائيل»، بدل أن يتقدم صفوف التنظير «للرد المقدس»، يحذر واشنطن من الوقوع في فخ إسرائيل التي يتهمها بمحاولة إشعال حرب، من خلال التخطيط لهجمات على القوات الأميركية في العراق، في أوضح تعبير عن مهانة الضعف أمام أميركا مقتدرة ومصممة وصاحبة قرار.

ثانياً: نجح قاسم سليماني نجاحاً فريداً في قيادة وإلهام ما تسميه إيران «الخطوط الأمامية للدفاع عن الجمهورية»، أي الميليشيات المذهبية التي ترعاها طهران ويقودها «الحاج قاسم» بشكل مباشر. بيد أن الاغتيال، وبمثل ما أصاب هيبة إيران، أصاب الروح المعنوية لهذه الميليشيات بفقد قائدها الذي لا يتكرر. بغياب سليماني ولى الأسطورة الذي يراسل سفير واشنطن لدى العراق رايان كروكر ويحذره من مغبة فعل هذا وذاك، وحل مكانه رجل بملامح كاريكاتورية هو إسماعيل قاآني، يلهث خلف تهدئة بعض الفصائل وضبط حماسها.

وإذ يكرر أمير علي حاجي زاده، قائد سلاح الجو في «الحرس الثوري» الإيراني، تهديداته بأن «كل الصواريخ الموجودة في غزة ولبنان هي الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل» تبدو تهديداته كلاماً فارغاً، بإزاء أن فصائل الخط الأمامي المركزية كـ«حزب الله - العراق» و«حزب الله - لبنان» و«حركة النجباء»، تسابقت، وبلا دفع من قاآني، للتنصل من مسؤولية الرد وتبعاته.

ثالثاً: في مكان ما يشبه اغتيال قاسم سليماني اغتيال زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، بمعنى أن الاغتيال حمل إيذاناً بانتهاء مرحلة زمنية بكل مفرداتها. حين قُتل بن لادن في أبوت آباد الباكستانية ربيع عام 2011، كان العالم العربي يودع العقد الذي بدأ مع جريمة 11 سبتمبر (أيلول)، وانتهى مع انطلاق الربيع العربي. قُتل زعيم «القاعدة» في لحظة استئناف كتلة شبابية عربية، حقبة جديدة خارج زمن الحرب على الإرهاب، رغم أنه سيتضح لاحقاً مع بروز «داعش»، أن التطرف الديني ذو جذور أعمق من حياة أو موت تنظيم.

ومثل ذلك يبدو لي مقتل سليماني، إيذاناً بمرحلة جديدة.

1- في العراق يبدو الحرص السياسي والشعبي على تحييد البلاد عن الصراع الأميركي الإيراني غير مسبوق في علنيته، وكثافة الجهود المبذولة في سبيله. فقد حولت السلطات العراقية المنطقة الخضراء في بغداد؛ حيث السفارة الأميركية، إلى ثكنة عسكرية، بالتوازي مع ضرب طوق أمني يزنر العاصمة بحثاً عن مطلقي الصواريخ. أما شعبياً، فلسان حال كتلة كبيرة من العراقيين، كما تفصح مدونات شبيبة الثورة، أنه آن للعراق ألا يسدد فواتير إيران وصراعاتها. هذه ملامح جديدة، حكومية وشعبية، مختلفة عن العراق الذي حكمه قاسم سليماني.

2- كما العراقيون، يترقب اللبنانيون احتمالات الحرب بكثير من التبرم والنقد والرفض، ولا يرون مبرراً أن تكون بلادهم رهينة للدفاع عن هيبة إيران، أو ثمناً يُدفع للانتقام لسليماني. وما الشعبية الجماهيرية الكبيرة في لبنان لعنوان الحياد الذي رفعته الكنيسة المارونية إلا دليل على رغبة لبنان في الخروج من أسر التورط العملي في الصراع الإيراني الأميركي، بمثل رغبته في الخروج من أسر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والبحث عن سبل للأمان والسلام والاستقرار.

في البلدين، العراق ولبنان، تبدو سردية قاسم سليماني ضعيفة، وغير قادرة إلا على إلهام أقلية مسلحة تحاول فرض خياراتها على الآخرين، بوهج السلاح في لبنان، وسطوة القتل في العراق.

بهذه المعاني كلها، يبدو اغتيال قاسم سليماني، بعد عام، اغتيالاً لمرحلة، وشطباً لخيار في الإقليم كان يحاول تثبيت دعائمه بكل ما أوتي من أدوات وموهبة. وهو من هذه الزاوية اغتيال استراتيجي لشخصية غير عادية، لا يمكن أن تكون الأمور في غيابها بمثل ما كانته في حضورها، مهما كابر المكابرون.

نهاية قاسم سليماني، ومن دون مبالغة، هي بداية شرق أوسط جديد، أو بالحد الأدنى فرصة بداية، تحتاج ألا تتسرع واشنطن لتبديدها عبر مد نظام الجريمة المنظمة بأسباب حياة، لا تأخذ في عين الاعتبار المطالب العلنية للكتلة الشبابية الإيرانية ونظيرتها في الإقليم. كثيرة هي الأشياء التي يريدها هؤلاء، وربما متناقضة في بعضها؛ لكن ما يتفقون عليه أنهم لا يريدون مزيداً من «الحاج قاسم» في مستقبلهم.

 

خطر المشروع الإيراني

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2021

تحيي الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التابعة لإيران ذكرى مقتل الجنرال قاسم سليماني (الذي كان يعرف رسمياً بأنه قائد ميليشيا «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني). رفعت صوره العملاقة المحاطة بعبارات تمجيد وتبجيل خيالية، ونصبت الخيام والصواوين لإقامة العزاء المتجدد، ولكن الغرض الأساسي يبقى للاستغلال الأمثل لرحيله في الترويج والتسويق وبيع فكرة المقاومة للجمهور. وهذا يفسر سر اختيار أسماء هذه الميليشيات والتنظيمات الإرهابية لتكون «عاطفية وجذابة» مثل «حزب الله»، الذي هو اسم مستوحى من آية قرآنية، و«فيلق القدس»، اسم يضم فيه المدينة المقدسة المغتصبة، التي بها أولى القبلتين بالنسبة للمسلمين.

سيسعى مسوقو محور المقاومة لتحقيق أفضل العوائد العاطفية من مقتل سليماني وخلق منه بطل أسطوري وخيالي، يتجاوز في سرديته المحكية ما يروى في السير الشعبية التي احتلت مكانتها المميزة في الفولكلور الجماهيري، مثل ما يروى عن سيرة أبو زيد الهلالي، وعنترة بن شداد، وهو ما يحصل في المجتمعات الغربية أيضاً بسردياتها عن شخصيات مثل روبن هوود، ودون كيشوت على سبيل المثال. ولكن ما يحصل مع قاسم سليماني هو أشبه بسردية تخص «سبايدر مان» و«بات مان» هاتين الشخصيتين الخياليتين، اللتين تم ابتكارهما للترفيه والتشويق والإثارة والتسلية، وبالتالي تبقى مصداقية القصة محكومة بخيال واسع وعريض لا حدود لمداه وبعده.

حاول إعلام محور المقاومة قبل مقتل سليماني، وبعد مقتله، تكريس فكرة البطل الأسطوري بحقه في ذهنية المشاهد المتلقي، فكان يروج لفكرة «رؤيته» من قبل شهود عيان في حلب وفي بغداد وفي صنعاء وفي بيروت في الوقت ذاته لإثبات بشكل عاطفي ساذج قدرات الرجل الخارقة. ولكن الحقيقة كانت تقول وتؤكد شيئاً آخر تماماً عن قاسم سليماني، فتعددت شهادات العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين والفلسطينيين لتفضح جرائمه الدموية ضدهم (ولم يسقط أي جندي إسرائيلي بالمناسبة على يد قاسم سليماني ليؤكد كذب ادعاءاته وزيفها).

الكاتبة الأميركية آنجيلا فانديرفيلد تقول إن المجتمعات باتت تحتاج، وبشكل مدمن، إلى إيجاد الأبطال الأسطوريين في ثقافتهم، فهو الحل المريح لفكرة المنقذ من الشرور بشتى أنواعها. ولكن هناك دراسة من إحدى الجامعات الغربية المرموقة، تحديداً في كلية علوم النفس، تقول إن إحدى أهم طرق إعادة صياغة الشخصية السلبية والشريرة في المخيلة الشعبية، هي إعادة إطلاقها بمرافقة أوصاف مثل «الشهيد» أو «البطل» أو «المقاوم»، وهذا تماماً ما يحصل اليوم، وبشكل مكثف، فيما يخص إرث قاسم سليماني. ولكن هناك حالة من اليقظة أصابت الجماهير في صميم محيط النفوذ الإيراني، وباتت مشاهد تمزيق صور قاسم سليماني وضربها بالحذاء وحرقها مسألة اعتيادية أصابت زعامات محور المقاومة بالدهشة الشديدة والأقرب منها إلى الصدمة بلا مبالغة.

في السنة التي كان من المفروض أن يحتفل فيها لبنان بمرور مائة عام على ولادة لبنان الكبير، وترفع الأعلام اللبنانية وتعلق صور القيادات والزعامات الوطنية الحقيقية، يجد القادم من مطار بيروت الدولي باتجاه وسط المدينة صوراً عملاقة لقاسم سليماني مصحوبة بعبارات تمجده وتبجله مع أعلام حزبية وإيرانية. إنها فصول جديدة من مسح الهوية اللبنانية الغنية التعددية المدنية لصالح المشروع الفارسي الظلامي الطائفي البغيض. وكل مشروع سياسي بحاجة ماسة لاختراع سردية تاريخية تدغدغ المشاعر فتمنحه الشرعية التي يحتاجها بشدة، وهذه السردية بحاجة شديدة لحكواتي يرددها عبر الخطابات والمقابلات، وهذا هو الدور المحدد الذي يقوم به زعيم تنظيم «حزب الله» حسن نصر الله، الذي استخدم في مقابلته الأخيرة عبارات ألغى فيها تماماً أي مكانة وهيبة للدولة اللبنانية، واعتبر لبنان جزءاً من إيران ومشروعها.

ذكرى مقتل قاسم سليماني يجب أن تحيي فينا خطر المشروع الإيراني، وما يصاحبه من صناعة أبطال وهميين ونسج أساطير زائفة تماماً. ماكينة صناعة الأساطير ليست بالجديدة، ولعل أشهرها ما كان يقوم به أدولف هتلر وإعلامه، وتم وقتها اختراع أساطير لتمجيد الفكر النازي وقياداته. العالم تنفس الصعداء برحيل إرهابي مجرم مثل قاسم سليماني، وكل من يروج لفكره فهو اختار الانضمام لجانب الشر المظلم حتى لا ننسى.

 

إيران والفوضى في المنطقة!

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2021

من الطبيعي أن تكون إيران هي الشغل الشاغل للعالم، وأن تكون الموضوع المسيطر على وسائل الإعلام طوال الوقت، فكل حراك لأميركا والغرب بمنطقة الشرق الأوسط سيتمحور حول إيران، من الاتفاق النووي والبرنامج الصاروخي إلى تحجيم دورها بالمنطقة، وإيقاف الفوضى التي صنعتها في الدول بإعادة بناء سياسي واقتصادي واجتماعي، مع استمرار الاتجاه لحل القضية الفلسطينية، ويمكننا أن نسأل في هذا الشأن: لماذا إيران تقدم منذ وقت طويل الدعم المالي لـ«حماس»؟ وكيف لنا أن نقدر مدى استفادة إيران من حالة الفوضى بالمنطقة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية؟ وهي الدولة التي كانت في فترة حربها مع العراق في ثمانينات القرن الماضي تشتري أسلحة من إسرائيل، وباعتراف محمود الزهار القيادي في «حماس»، بأن الجنرال سليماني سلمه 22 مليون دولار مما يوضح سيطرة إيران على قرار «حماس» وتوجيهها لعمل كل ما من شأنه تقويض أي جهود دبلوماسية لحل القضية الفلسطينية.

وهكذا، انقسمت فلسطين بين سلطتين أحدها تابع لطهران، وكذلك لبنان أحدها يسير خلف «حزب الله» الإيراني المسير من طهران، مما أدى لانهيار لبنان اقتصادياً، وذات الأمر يحدث في العراق وسوريا، وفي اليمن يقوم الحوثي بقتل أبناء بلاده بأمر من إيران، فالخيانة لدى هذه الطوابير التي تخدم طهران حيوية تهدم الروابط وتنقضها، وتظل كامنة في أفعال الإنسان ليعيش بألف وجه، ويبقى فاقد القيمة لا يكاد يرى غصن الزيتون حتى يخوض حرباً ضد بلاده وأمته، يرى كل شيء عكس ما وجد له. وبذلك سقطت أوطان عربية في قبضة إيران، ويتحسر حلفاء إيران الإقليميون في لبنان والعراق وسوريا واليمن وغزة إحياءً لذكرى المجرم سليماني، وأمام صوره التي ملأت شوارع مدن، ردَّد أولئك عبارات لا معنى لها بأن قتلة سليماني «لن يكونوا بأمان في أي مكان من العالم»، كما قال كبيرهم رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي في إحياء الذكرى الأولى لمقتل أبرز قادتها العسكريين بضربة أميركية في العراق.

لطالما كانت العوائق والقيود قلعة حصينة تحمي أنشطة طهران تلعب فيها دور الطاغية تستبيح المحرمات، وتتجاوز القوانين الدولية تستجلب للحاضر بؤس حروب الماضي، وتقلب مشهد العالم إلى جانبها تبيع وتشتري في مصالح الأمم، وتخرب قواعدها وتنتهك سيادتها عبر ميليشياتها وأذرعها كوسيلة لتحقيق المطلوب منها. وهكذا تمضي إيران في سيناريوهات التخريب، تاركة دول المنطقة تغوص في الفوضى والخراب والمجهول الخفي، بدل الالتفات للتنمية والتعمير.

تقول المؤشرات المتاحة باحتمالية تفكير النظام الإيراني بإلحاق الضرر في المصالح الأميركية، مع إحياء الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني، والذي لقي حتفه بغارة جوية أميركية في بغداد قبل نحو عام، وانهار المشهد بالكامل، وبات تخبط النظام الإيراني حديث الساعة، من تهديد ووعيد، والعبث بالمنطقة من إرسال الصواريخ للحوثي وقلاقل في العراق وفي سوريا وتدخل في لبنان لشل حركته. تحاول أن تهدد العالم بأسره، وتتطاول على الوكالة الذرية بخططها لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى20 في المائة، فهي من دون شك تتحرر من كل الالتزامات وتزيد من وتيرة الأشكال الغامضة بما فيها العجرفة والزهو والرغبة في الانتقام. لا شك أن إيران تمر بأزمة اقتصادية طاحنة، وزادت هذه الأزمة ضراوة بتفشي جائحة «كورونا» في البلاد، مما زاد من عناء الشعب الإيراني الذي يطمح إلى الخلاص من هذا النظام التوسعي الذي قضى على لقمة عيشه وأفقره.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

جريمة مروعة في الهرمل.. سارقان مجهولان قتلا شقيقين!

جنوبية/05 كانون الثاني/2021

تتوالى فصول الفلتان الأمني في لبنان، حيث تشهد مختلف المناطق جرائم قتل متنقلة وسرقات، واليوم شهدت الهرمل جريمة مروعة اذ توفي الأخوان (ش.ج) و (ا.ج) متاثرين بجراحهما بعد تعرضهما لاطلاق نار في منطقة النعناعة في جرود الهرمل، على يد سارقين مجهولين. وقد عثر عليهما في المنطقة المذكورة مضرجين بالدماء، وتم نقلهما الى مستشفيي البتول والعاصي في الهرمل، لكنهما ما لبثا ان فارقا الحياة. اقرأ أيضا: استنسابية وتمييز مناطقي في تطبيق الإقفال..والبقاع في مهب الفلتان الامني ! وتتولى القوى الامنية التحقيق بالحادث .

 

إقفال كنائس بيروت حتى 1 شباط بسبب كورونا

وكالات/05 كانون الثاني/2021

عممت مطرانية بيروت المارونية للكهنة وأبناء وبنات أبرشية بيروت المارونيّة بيانا أكدت فيه انه “نظراً للظروف الصحية المستجدة في ما يخص جائحة كورونا، وبعد ازدياد عدد المصابين في الآونة الأخيرة بشكل غير عادي، وبناءً على القرار الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء، سيتم اقفال أبواب الكنائس ابتداءً من الخميس ولغاية الأول من شباط، والغاء مختلف الاحتفالات الدينية خلال هذه الفترة”. وطلبت في بيانها: “تأجيل الأعراس والعمادة خلال هذه الفترة وتعليق كافة الاجتماعات الرعاويّة”.

 

جعجع لنصر الله: لبنان يعاني من الانهيار والذل بسبب مقاومتك

أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى “أننا قد آثرنا في هذه المرحلة بالذات، التي يمرّ فيها لبنان بأسوأ أيامه متحملاً الفقر و”التعتير” والعوز والمصائب والكوارث والمآسي التي أفظعها كان انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي الذي دمّر نصف العاصمة، عدم الدخول في أي سجالات بغية ان تنصب الجهود على إخراج الوطن والمواطن من الوضع المأسوي الذي انزلق إليه لبنان، ولكن أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله تخطى في كلمته الأخيرة كل الحدود والسقوف، معتبراً وكأن اللبنانيين من دون ذاكرة ولا تاريخ ولا حضور ولا دور، لذلك، كان لا بدّ من التطرّق ولو عرضاً إلى بعض النقاط التي وردت في حديثه”. وقال جعجع، في كلمة خلال لقاء عُقد في المقر العام للحزب من أجل التسلم والتسليم بين منسق منطقة بعبدا الجديد المهندس جورج مزهر ومنسق المنطقة السابق المهندس جورج الطويل: “سأل السيد نصرالله اللبنانيين من وقف إلى جانبهم ودافع عنهم؟ فهو بسؤاله هذا عدا عن أنّه يمنّنهم كما يفعل دائماً بأشياء قليلة فعلها وأشياء كثيرة لم يفعلها، وأساء بأفعاله إلى لبنان ودوره، فإنّنا نسأله بدورنا أين كان السيد نصرالله في حصار المئة يوم للأشرفية التي تقع على تخوم الضاحية حيث تعرضت للقصف السوري الشديد والمتواصل لمئة يوم في العام 1978؟ وأين كان السيد حسن عندما كانت تُقصف زحلة وقنات وعين الرمانة؟ وأين كان السيد حسن عندما حاصر الجيش السوري طرابلس وأمطرها بوابل من الصواريخ والمدفعية والدبابات، وارتكب بحقها أشنع المجازر والفظائع؟ والجواب بكل بساطة أنّ السيد حسن كان إلى جانب من يقصف الشعب اللبناني، ومتحالفاً مع من كان يدمّر المدن والقرى اللبنانية، إلا في حال يعتبر أنّ هذه المناطق غير لبنانية، وهو غير معني سوى بتلك التي يعتبرها مناطقه”. وأضاف جعجع: “السيد حسن قال إن مقاومته تحمي لبنان وتحافظ على حقوقه. فبالله عليك يا سيد حسن فنحن لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جلّ ما نريده منك هو عدم التعدّي على لبنان واللبنانيين، إذ لم يسبق أن انتُهِكَتْ سيادة لبنان كما هي مُنْتَهَكة اليوم، ولم يسبق أن ذُلَّ الشعب اللبناني كما هو مذلول اليوم، ولم يسبق أن شهد البلد انهياراً كما هي الحال اليوم، ولم يسبق أن خسر لبنان صداقاته العربيّة والغربيّة كما هو حاصل اليوم، ولم يسبق أن تحوّل جواز سفر اللبناني إلى مهزلة على غرار ما هو عليه اليوم، وذلك كلّه بسبب مقاومتك”.

وتابع جعجع: “قال السيد حسن “اليوم إذا كان لبنان قوي وإن كان أحد يسأل عنه ويشعر بوجوده في الكرة الأرضية، فذلك بفضل المقاومة ونقطة على السطر”، أرأيت يا سيد حسن أنّك خارج الواقع تماماً، لأنّ لبنان اليوم في أتعس أيامه وأضعف أوضاعه على مر تاريخه. من جهة ثانية، يظهر أنك نسيت تاريخ لبنان الضاربة جذوره في الأعماق، فأنت لم تقرأ بالتأكيد عن فينيقيا وقرطاجة التي نقلت الحضارة إلى البرابرة، والأرز المذكور في الكتاب المقدّس أكثر من 72 مرّة، وبعلبك التي حملت مجد روما وبيزنطيا. فليرسل لك أهالي بعلبك الفسيفساء التي وجدوها أخيراً لعلّك تستذكر قليلاً تاريخ لبنان، وتتأكد من وجوده الراسخ في التاريخ قبل “حزب الله”، وطبعاً المستمر بعده”. وسأل جعجع نصرالله: “هل تذكر جبيل مدينة الحرف؟ هل تعلم أنّها التي صدّرت الأبجديّة إلى العالم؟ أولم تسمع بيوحنا مارون ذلك القائد الذي رفض الخضوع وصار رمزاً للكيانيّة اللبنانيّة وبعده سلالة من البطاركة؟ أتعرف أنّ كتاب النبي لجبران خليل جبران هو ثاني كتاب مطبوع ومترجم وموزّع في العالم بعد الكتاب المقدّس؟ جبران الذي تُرجمت مؤلفاته الى عشرات اللغات وتعرّف العالم على لبنان من خلاله. هل سمعت بابن بطرّام شارل مالك الذي ساهم في صياغة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان، وتحديدًا المادّة 18 منها التي تصون حريّة الدين والضمير والمعتقد؟ فالبشريّة تعرف لبنان منذ قدم الزمان بفعل كل هؤلاء وليس بفعل صواريخك”. وأردف جعجع متوجهاً إلى نصرالله: “أتذكر عندما أتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الثانية للبنان في العام 2020، لم يزر هذه الصواريخ الايرانية بل زار منزل الفنانة فيروز؟ لا يا سيد حسن، لقد ارتكبت ليس مجرد خطأ بل خطيئة بحق لبنان وشعبه وتاريخه، وإذا كان العالم يتداول باسم لبنان اليوم، فهو يتداول به إما كدولة فاشلة، أو كبؤرة توتر دائمة وبيئة حاضنة للإرهاب، فيما كان يتداوله سابقاً كسويسرا الشرق”. وختم بالقول: “عندما تقول إن “المقاومة هي الوحيدة القادرة على حماية الثروات النفطية للبنان”، فهذه الثروات هي عطية طبيعية من الله، ونعرف كيف نحافظ عليها، والمهم ألا تقحم نفسك في هذا الأمر لكي لا يصيبه ما أصاب الوضع اللبناني ككل من كوارث بسبب جهود المقاومة التي بذلتها بين عامي 2000 واليوم. فتذكر يا سيد حسن أنّ هناك أكثرية من اللبنانيين تعتبر أنّ ما يقوم به “حزب الله” هو الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه اليوم. وإذا كنت تريد الوقوف على خاطر الشعب اللبناني فاتركه وشأنه يبني حاضره ومستقبله كما بناه في الماضي وقبل حروب المقاومات غير اللبنانية ، حيث كان بالفعل وعن حقّ سويسرا الشرق ومنارته. ماذا وإلا… لبنان وطننا وفيه باقون، والمجد الذي حملناه والذي لا تدرك قيمته لن نتخلّى عنه مهما طال الزمن”.

 

الحريري رد على لبنان القوي: المشكلة واضحة وهي داخلية عبر التمسك بشروط تعجيزية تنسف كل ما نصت عليه المبادرة الفرنسية

وطنية - الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021

صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مايلي: "يعود تكتل "لبنان القوي" الى سياسته المفضلة بتحميل الاخرين مسؤولية العراقيل التي يصطنعها عن سابق تصور وتصميم، وجديده اليوم دعوة الرئيس المكلف "الى تحمل مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية فيتوقف عن إستهلاك الوقت ويعود من السفر لينكب على ما هو مطلوب منه وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل". فات التكتل ورئيسه، ان الرئيس المكلف قام بواجباته الوطنية والدستورية على اكمل وجه وقدم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكومية من اختصاصيين غير حزبيين مشهود لهم بالكفاءة والنجاح، وهي تنتظر انتهاء رئيس الجمهورية من دراستها. وفات تكتل لبنان القوي ان الجهة التي عطلت البلد اكثر من سنتين ونصف السنة هي آخر من يحق لها اعطاء دروس بالتوقف عن استهلاك الوقت واختلاق العراقيل. وفات تكتل لبنان القوي ورئيسه ايضا ان المشكلة واضحة وعنوانها معروف من قبل الجميع، وهي داخلية عبر التمسك بشروط تعجيزية تنسف كل ما نصت عليه المبادرة الفرنسية، وتقضي على اي امل بمعالجة الازمة بدء من وقف الانهيار وصولا الى اعادة اعمار ما هدمه انفجار المرفأ".

 

لبنان القوي رحب بالمصالحة الخليجية ودعا الحريري الى تحمل مسؤولياته والتوقف عن إستهلاك الوقت واختلاق العراقيل الداخلية لتأخير تشكيل الحكومة

وطنية - الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021

عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل وأصدر بيان، هنأ فيه اللبنانيين بالعام الجديد، متمنيا أن "يكون عام الحلول للأزمات المتراكمة"، واكد في هذا الإطار أن "الدولة بشعبها ومؤسساتها تملك المقدرات المطلوبة للحل شرط أن تتوفر الإرادة الوطنية لذلك".

ودعا التكتل "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى تحمل مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية، فيتوقف عن إستهلاك الوقت ويعود من السفر لينكب على ما هو مطلوب منه، وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل". واكد أن "قوة لبنان تنبع من وحدة موقفه في ما يخص حماية السيادة والإستقلال، وهذا يستوجب إعادة التذكير بأن لبنان بحدوده وأرضه وجوه وبحره وثرواته يتعرض لتهديد إسرائيلي، كانت آخر مظاهره الخرق الجوي المتكرر والكثيف في الأيام الماضية". ودعا الى "الحفاظ على عناصر القوة اللبنانية لتكون في خدمة لبنان ووجهة إستعمالها الدفاع عنه، فتبقى تتمتع بالغطاء الوطني اللازم لها". واشار التكتل الى انه يراقب "بإهتمام بالغ التطورات في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي" ودعا "اللبنانيين الى إدراك المخاطر والمتغيرات وبلورة موقف وطني يمنع عن لبنان الإنعكاسات السلبية وهي محتملة". ورحب ب"المصالحةالخليجية ويتمنى لكل إخوانه العرب ان يحل الوفاق والوئام بدل الشقاق والصراع"، وأمل في أن "تعود جامعة الدول العربية إلى دورها الجامع واحتضان كل العرب لمواجهة أي اخطار تتهددهم". ودعا التكتل "الحكومة المستقيلة للقيام بواجباتها الدستورية والوطنية وهي مُلزمة خصوصا عندما يتصل الأمر بأمن اللبنانيين وحياتهم، سواء في مواجهة كورونا أو ترشيد الدعم أو مكافحة الجريمة وطمأنة الناس الى سلامتهم". ونبه التكتل "الحكومة المستقيلة الى أنه لا يوجد أي مبدأ دستوري يمنعها من القيام بواجباتها الى حين أن تتشكل حكومة بديلة". واكد التكتل، "بعيدا عن أي جدل قانوني أو سياسي، أن كشف الحقيقة في جريمة المرفأ واجب وطني وإنساني، وعلى القضاء المختص أن يقوم بعمله وفقا للأصول، فالناس تنتظر أجوبة كافية تحدد لماذا دخلت باخرة النيترات ومن أدخلها ولماذا تم تخزينها وهل جرى إستعمال كميات منها وعلى من تقع المسؤولية الجرمية".ودعا "اللبنانيين الى التعامل بأقصى درجات المسؤولية والوعي مع وباء كورونا باستعمال الكمامات قبل اي اجراء واتخاذ كل التدابير الوقائية"، وايد "حصول الاقفال العام المدروس ‏للجم تصاعد الإصابا" داعيا الحكومة إلى " التشدد في فرض الغرامات على المخالفين الذين يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر".

 

الكتائب: سلاح حزب الله يعرض لبنان للحصار والعقوبات واستدعاء السفير الايراني ضرورة سيادية

وطنية - الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021

رأى المكتب السياسي الكتائبي في بيان، بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس جورج جريج، أن "الطبقة السياسية ترهن لبنان واللبنانيين في حبال عجزها ومراوغتها وخروجها عن كل الاصول التي تحكم ادارة بلد من المفترض أنه يمر في أكثر من أزمة مصيرية تضع شعبه في الهاوية".

وأمل أن "تحمل السنة الجديدة معها خلاص لبنان من كل القيود المفروضة عليه، فيستعيد سيادته وقراره الحر من الأسر وعافيته من براثن الجشع والاستهتار". واعتبر أن "الانتهاك الأول الصارخ بحق البلد وأهله هو إهدار سيادته وقراره الحر على يد أهل التسوية الذين ارتضوا أن يسلموا مصيره إلى حزب الله، فبات يعتبر ان توظيف هذا التفويض في مشاريعه الخاصة حقا مكتسبا، وما الموقف الايراني عن توظيف الصواريخ التي أدخلت الى لبنان وتسخير البلد خط دفاع اول عن اهدافه سوى اثبات للحقيقة المرة أن لبنان واللبنانيين رهينة بيد إيران وأي محاولة لإعطاء تفسير آخر لهذا الكلام ساقط حتما، وعليه بات استدعاء السفير الايراني ضرورة سيادية لرفع الأذى عن البلد". وفي هذا الإطار، رأى أن "سلاح حزب الله غير الشرعي لم يحم لبنان في السابق ولن يحميه اليوم، بل يعرضه لكل أنواع العزل والحصار والعقوبات، وبات الحارس لموجات الاستفزاز اليومية التي تبدأ بنشر صور وتماثيل لقاسم سليماني على طرق لبنان ولا تنتهي بحملات التشهير الممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تزيد من انقسام اللبنانيين وتجذبهم أكثر إلى خطاب الكراهية ولغة الحرب والتقسيم، فيما الرئاسة والحكومة ومجلس النواب لا تعدو كونها شاهد زور يغطي الانهيار ووضع اليد على لبنان".

وعن الواقع الوبائي الخطير، اعتبر أن "الحال لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه لو أن هذه المنظومة تعاطت بمسؤولية مع الخطط التي وضعتها بنفسها وأفشلتها بخفة خلافاتها التي لا تنتهي، فيما أهملت اعطاء الأولوية في المعالجات لما يمكن أن يوفر على اللبناني الوصول الى النماذج الأخطر في العالم ويجر عليه إغلاقات متتالية في عز أزمته الاقتصادية القاتلة". وأشار إلى أنه "يتبنى خطة هيئة الطوارىء فيه، خصوصا لجهة توفير كل الدعم للقطاعات الصحية بصورة كاملة، شاملة، منسقة ومستدامة، وتجديد وتحفيز الطواقم الطبية والتمريضية مع البدائل اللازمة ودفع المستحقات، اعتماد الأعمال الطبية، والتعويض للأطباء والممرضات الضحايا مع زيادة عدد الاسرة، وتوفير التجهيزات، ومنها ضمن المستشفيات الميدانية والأسرة المجهزة في الأقسام المستجدة، وتأمين الفحوص بأسعار متدنية، كما وتوفير وتثبيت أسعار قارورة الأوكسجين وآلة مراقبة الأوكسجين وغيرها من الاجراءات الضرورية". ورأى أنه "بعد مرور خمسة أشهر على كارثة المرفأ، تبقى الحقيقة تائهة في غياهب المهاترات والوعد الرئاسي المقطوع بجلاء الحقيقة في خمسة ايام سقط كغيره من الوعود التي قطعت للبنانيين"، معتبرا أن "الممارسات التي تنتهج في مسار التحقيق في هذه القضية تخطت كل حدود الوقاحة والاستهتار بحق اهالي الضحايا بمعرفة من تجرأ على خطف ارواح احبائهم وتدمير نصف العاصمة بيروت، فالمنظومة لم توفر أي وسيلة للخروج عن القوانين والدستور والأصول". وعليه، أكد حزب الكتائب اللبنانية أنه "لن يسكت ولن يرتاح الى حين الوصول الى حقيقة هذه الجريمة التي تقع على عاتق كل من سهل دخول السفينة وخزن المواد ومن عرف بوجودها والخطر الذي تشكله ولم يتحرك للأسباب الواهية التي يقدمونها، ولا بد ان يساقوا جميعا الى المحاسبة مهما علا شأنهم". وجدد المكتب السياسي "إدانته للغة الميليشيوية التي تمارس لكم الأفواه والأصوات التي ترتفع في وجه الاستقواء الذي يمارس على كل المستويات ان في الشارع او على مواقع التواصل الاجتماعي او بالتهديد الشخصي على غرار ما حصل مع الناشط السياسي مارك ضو". ولفت إلى غياب الموسيقار الياس الرحباني، متوقفا "عند الإرث الذي تركه وراءه وخلد من خلاله أصالة اللحن وشموخ الوطن"، معتبرا أن "أمثال الياس الرحباني لا يموتون، بل يدخلون ذاكرة الأوطان حيث يعيشون إلى الأبد".

 

التيار المستقل دعا الى التنديد بتصريحات تنتهك السيادة وكرر مطالبته بحكومة انقاذ عسكرية

وطنية - الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021

عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة، وأصدر بيانا ندد فيه المجتمعون بـ"التصريحات التي انتهكت وتنتهك السيادة اللبنانية والكيان اللبناني بشتى مظاهرها ومصادرها من داخل لبنان او من خارجه"، داعين المسؤولين على رأس الكيان والسلطة الى "ادانتها وشجبها بصراحة ووضوح، ووفقا للأصول والاعراف الديبلوماسية والتذكير بان صلاحية اتخاذ قرارات السلم والحرب في لبنان هي بيد مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الاعلى استنادا الى الدستوراللبناني ووفقا للقوانين اللبنانية".

وناقش المجتمعون "تفلت كورونا على رغم انقضاء عام على انتشاره وصدور القوانين والأنظمة والمخصصات لتقوية القطاع الصحي وتجهيزه، وتوجيه المواطنين لحمايتهم، لكن تكاثر وفاة المصابين، كان لافتا وخصوصا ان بعضهم توفي على أبواب المستشفيات لرفضها استقبالهم بسبب العجز نتيجة الانتقائية في توزيع المساعدات عليها!". ونددوا بشدة بـ"التباطؤ في مسار التحقيق في جريمة العصر الزلزال الذي دمر مرفأ بيروت وقسما كبيرا من منازل العاصمة فوق رؤوس أهلها في خضم عهد الافلاس والانهيار". ولفتوا الى "مرور 5 اشهر مرت والمتهمون يعملون "للقوطبة " على التحقيق بادخاله في زواريبهم والتنصل من المسؤولية بداعي الحصانة ونقل التحقيق الى سلطة اخرى!". وطالب المجتمعون "نتبجة لتدمير مخيم النازحين السوريين في عكار ومنعا لتكرار احداث مؤلمة كهذه السلطة السورية بدعوة النازحين السوريين الى لبنان منذ أعوام عدة بالعودة الى القرى والمدن السورية التي هجرتهم منها لانتفاء اسباب النزوح ومبرراته وحفاظا على سلامتهم من نتائج تكرار حوادث مؤلمة كالتي حدثت "عفوا او عن قصد" في شمال لبنان، وتخفيفا عن كاهل لبنان". وأسف المجتمعون "لتكرار تباطؤ المعنيين تحديدا وحصرا في تأليف الحكومة على رغم مرور 6 أسابيع على تكليف رئيسها، فيما البلاد غارقة في أكبر ازمات الافلاس والانهيار الاقتصادي والاجتماعي والمالي والتسيب الامني غير المسبوق الذي عرض ويعرض حياة المواطنين الآمنين لافدح الأخطار"، وأصروا تكرارا على "البدء بحل الازمة بتأليف حكومة إنقاذ عسكرية لانقاذ ما تبقى من لبنان".

 

السنيورة: استمرار التدخل الايراني بلبنان وإلغاء سيادة الدولة غير مقبول وعلى رئيس الجمهورية الدفاع عن اللبنانيين

وطنية - الثلاثاء 05 كانون الثاني 2021

رأى الرئيس فؤاد السنيورة في حديث الى قناة "الحرة"، أن "تصريح قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني بأن كل ما تمتلكه غزة ولبنان من صواريخ هو لدعم إيران وهما موجودان على الخط الامامي للدفاع في مواجهة اسرائيل، هو "شديد الخطورة وهو فعليا قد أسقط القناع الاخير الذي كانت تضعه الجمهورية الإسلامية الايرانية في علاقتها مع لبنان لتظهر حقيقة موقفها وتسلطها وإطباقها على لبنان وإلغائها لسيادته".وقال: "هذا الامر خطير ويتطلب من المسؤولين، ولا سيما من فخامة الرئيس الذي يفترض به ان يكون المدافع الاول عن الدستور والسيادة والنظام الديمقراطي البرلماني، وأن يكون واضحا وصريحا في ادانة هذا الكلام، وليس مقبولا على الاطلاق أن تستمر إيران في تدخلها بلبنان وإلغائها له كدولة سيدة ومستقلة وكنظام". أضاف: "إن الادانة هي البداية، إذ يجب ان يتبع ذلك إجراءات. لبنان يواجه تهديدا كبيرا نتيجة اقحامه في أتون الصراعات الاقليمية والدولية، وقد أصبح ساحة للصراعات. ذلك لا يعني أن يعزل نفسه عن انتمائه العربي واهتمامه بالقضايا العربية والتزامه بها، ولكن حتما ليس أن يصبح ساحة للصراعات الاقليمية والدولية". وتابع: "عندما كنت رئيسا للحكومة، كان موقفي واضحا بالنسبة للتأكيد على سيادة لبنان واستقلاله ورفضه لكل المشاريع الآيلة لأن يكون ساحة للصراعات. وكذلك على رفض أن يتدخل أحد من لبنان بشكل مباشر او غير مباشر في الصراعات الجارية في المنطقة. والآن أصبحنا في نصف البحر، فكيف يجب أن نتصرف؟ هذا هو السؤال الكبير. وجوابي على ذلك هو في العودة الى احترام الدستور اللبناني الذي هو الحامي للبنانيين وللبنان". وأشار ردا على سؤال، الى أن "رئيس الجمهورية هو الذي يخرق الدستور"، معتبرا أن "الاتفاق الذي وقعه الجنرال عون مع حزب الله في مار مخايل العام 2006 قد أسهم في ما أصبح عليه تصرفه في هذا الشأن، ولكن قبل ذلك كانت هذه هي وجهة نظر الجنرال عون أساسا من العام 1989، إذ كان ضد اتفاق الطائف. وبالتالي، كان يفترض به عندما أصبح رئيسا للجمهورية ان يعود ويلتزم بالدستور واحترامه نصا وروحا".

وقال: "على ما يبدو، فإن رئيس الجمهورية يتطلع إلى الأمور من زاوية تحقيق مكاسب صغيرة وحقائب وزارية ومواقع من هنا أو من هناك. وأعتقد ان ما يجري الآن مختلف عما ينص عليه الدستور اللبناني بشأن موقع رئاسة الجمهورية، فالدستور يحدد حقيقة موقع رئيس الجمهورية الذي هو أسمى وأعلى من كل السلطات والمواقع والحقائب الوزارية. وهو كرئيس للجمهورية في موقع متميز لكونه الحامي للدستور اللبناني، وهو بالفعل ليس جزءا من السلطة التنفيذية، إذ يعتبر الرقيب والمصوب والموجه لعمل مجلس الوزراء قبل أن تتخذ القرارات فيه. وهو يمثل القوة المضادة بعد ان يأخذ مجلس الوزراء أي قرار، وذلك للفصل به إذا كان القرار صحيحا أم لا أو أن القرار يخالف الدستور أو يخالف مصالح لبنان واللبنانيين".

أضاف: "كذلك يقوم رئيس الجمهورية بهذا الدور أيضا في العلاقة مع مجلس النواب وتحديدا بمسألة التشريعات والقوانين التي يقرها المجلس، ولكي يمهر توقيعه على تلك القوانين أو يردها في حال مخالفتها للدستور. وهكذا يتبين أن فخامة الرئيس هو أعلى من كل هذه المناصب. والدستور كان واضحا بأن رئيس الجمهورية لا يصوت في مجلس الوزراء، وبالتالي لا يصوت على قرارات مجلس الوزراء عبر وكلاء عنه، ولا يختصر موقع رئيس الجمهورية بوزراء أو مواقع. لذلك، يجب ألا يصار إلى تصغير هذا الموقع بينما في الواقع يجب أن يكون ساميا".

وعما إذا كان موقع رئاسة الجمهورية قد همش، قال الرئيس السنيورة: "أعتقد أن هذه الممارسة قد خربت كل التركيبة اللبنانية". وعلق على الكلام الذي يعتبر لبنان مقاطعة ايرانية، بالقول: "المؤسف أن إيران تتصرف على هذا الاساس وما سمعناه اليوم هو آخر المواقف الإيرانية. قبل هذا الموقف الأخير لم يتورع بعض المسؤولين الإيرانيين عن القول بأن إيران لديها السلطة والنفوذ في أربع دول عربية: العراق، سوريا، اليمن ولبنان، وما نسمعه اليوم هو ان هذه المواقع هي للدفاع عن إيران. هذه المواقف تشكل إلغاء للدولة اللبنانية المستقلة وتعديا على الدستور اللبناني والسيادة اللبنانية، وتضع لبنان في مواجهة مع الفيلة الكبيرة الإقليمية والدولية أو تضعه على ممراتها، مما يعرض لبنان للأخطار الشديدة".

ورأى ان "وضع لبنان لا يسمح بأي عملية عسكرية ضد هذه التدخلات، ونعتقد ان سلاحنا الاساس هو سلاح الشرعية اللبنانية التي طالما كانت تدافع عن الدستور، وهذا هو المطلوب من فخامة رئيس الجمهورية الذي عليه أن يدافع عن لبنان واللبنانيين لا أن يتخذ مواقف على شكل تعليقات مائعة وحمالة أوجه، ولا تصيب كبد الحقيقة".

وإذا كان رئيس الجمهورية عاجزا عن حماية اللبنانيين، قال: "حتى الآن، وكما بدا لكل اللبنانيين ان هناك نوعا من تبادل المصالح بين رئيس الجمهورية وحزب الله من خلال اتفاق مار مخايل، الذي على أساسه قدم الحزب الدعم الى الجنرال عون. ولهذا الغرض، فقد عطل الحزب الدولة والمؤسسات الدستورية لمدة سنتين ونصف السنة حتى استطاع الاتيان بالجنرال عون رئيسا للجمهورية مستفيدا من أجل ذلك من التناقضات اللبنانية وفي الصف المسيحي. ولقاء هذا الدعم الذي حصل عليه الجنرال عون وكرئيس للجمهورية بعد ذلك، كان السكوت والدعم الذي وفره لسلاح حزب الله بشأن التجاوزات التي يقوم بها على السيادة وفي كافة المواقع، كما التغطية على إطباق الحزب على الدولة بكافة مؤسساتها. هذه العلاقة هي علاقة تبادل مصالح، وهي مستمرة على حساب لبنان واللبنانيين، كما أنها مستمرة نتيجة ليس فقط وصول الجنرال عون إلى سدة الرئاسة بل أيضا في ما نشهده حاليا من تعقيدات بشأن تشكيل الحكومة".

وعن الاصوات المنادية بوصاية دولية على لبنان، قال: "هذا الكلام يأتي نتيجة حال الاحباط واليأس التي وصل إليها اللبنانيون، إنما لا أقر على الإطلاق هذه المواقف. اللبنانيون لا يريدون بأي شكل من الاشكال أن يستبدلوا الوجود والتدخل الإيراني بانتداب دولي، لذا أرى وجوب أن تكون بوصلتنا موجهة بشكل صحيح، أي بالعودة الى الدستور وإلى ما يؤكد على الاستقلال، كذلك بالحرص على السيادة اللبنانية والتطبيق الصحيح لوثيقة الوفاق الوطني في اتفاق الطائف، وليس بطريقة مشوهة كالذي يجري الآن".

وعمن يعطل تشكيل الحكومة، قال الرئيس السينورة: "أعتقد أنه رئيس الجمهورية بالتوازي مع حزب الله، ولكل أغراضه. إذ أن رئيس الجمهورية يريد تحقيق عدة أهداف منها وجهة نظره أو قراءته الشخصية لتطبيق الدستور وفهمه له ولدور رئيس الجمهورية. وأنا اقول وبكل تواضع، إن هذا ليس المفهوم الصحيح للدستور، لذا، يجب تصويب هذا المفهوم كي تستقيم الامور في الداخل اللبناني".

أضاف: "لقد بدأ فخامة رئيس الجمهورية السنة الخامسة لولايته، وهو لا يخفي أن الهم الأكبر لديه يكمن في كيفية توريث الصهر، وكلمة توريث معيبة للنظام الديمقراطي اللبناني، وهذا الامر غير مقبول. إن رئيس الجمهورية يحاول ان يدبر أوضاع الوزير جبران باسيل بعد العقوبات التي فرضت عليه. كما أننا نسمع كلاما مستهجنا بإمكان أن يأتي الاستحقاق الرئاسي ولا تتم الانتخابات ولا يخرج رئيس الجمهورية من قصر بعبدا، هذا كلام شديد الغرابة".

ورأى أن "فخامة الرئيس لا يزال يمارس عمله في موقع رئاسة الجمهورية بعقل الجنرال وليس بطريقة رئيس الجمهورية". وقال: "حزب الله يريد من لبنان ان يستمر كورقة تمسك بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما في العراق وسوريا واليمن ومناطق عربية اخرى لكي تتفاوض عليها وبها مع الطرفين الاميركي والغربي. الحزب لا يريد لهذه الحكومة أن تتألف الآن، وينتظر حتى العشرين من هذا الشهر، وكأن الإدارة الأميركية ليس لديها اهتمامات أخرى، ولن يكون لبنان من أولوياتها عند تسلم الرئيس بايدن مهامه. وتصرف الحزب وإيران من خلفه، هو محاولة لكسب الوقت وممارسة المزيد من الضغوط أكان بالنسبة للغرب او بالنسبة للبنان والمنطقة العربية، وبالتالي هو غير مستعد للتنازل عن أي من هذه الأوراق، بل على العكس يرغب في أن يحصل بسبب تلك الضغوط على تنازلات من الطرف الآخر".

وعن الاسماء التي طرحها رئيس الجمهورية على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، قال الرئيس السنيورة: "سمعت عن اسم أو اثنين، ولكن لا يجوز ان نتكلم بأسماء أشخاص. وأعتقد -وكما يتضح من بعض الأسماء المطروحة- أن ليس هذا هو المستوى المطلوب، وذلك يدفعنا إلى الإجابة عن السؤال الأساس: ماذا يريد لبنان؟ وما الذي أصبح بحاجة اليه في هذه الحكومة؟".

أضاف: "المطلوب الإتيان بأشخاص اختصاصيين مستقلين غير حزبيين وغير تابعين للأحزاب ولا مستفزين لأحد، لأن اللبنانيين يريدون هذه الصيغة الجديدة. وهذا قبل أن نتكلم عما تتضمنه مبادرة الرئيس ماكرون. بعض الأسماء المقترحة من قبل فخامة الرئيس، وحسبما سمعت هم من الموالين للتيار الوطني الحر وصهر الرئيس".

وإذا كان الرئيس الحريري استشاره في الاسماء، قال: "بالمعايير فقط، أما بالنسبة الى الأسماء، فأنا لم أتدخل بمطبخ تأليف الحكومة. أريد ان أعود الى المبدأ، وتوضيح ما يريده اللبنانيون، من حكومة إنقاذ، تتولى وتكون على قدر المسؤولية، تستطيع استعادة ثقتهم بداية بالدولة ثم بالمجتمعين العربي والدولي. وبالتالي، تأليف الحكومة لا يمكن ان يتم من خلال الانماط التي شهدناها وعانينا منها خلال السنوات الماضية".

وعما إذا كان تشكيل الحكومة اليوم بيد الرئيس الحريري، قال: "من الطبيعي ان الرئيس الحريري هو الذي يؤلف الحكومة، مع الأخذ بالاعتبار المشاورات التي يقوم بها مع الأحزاب السياسية والكتل النيابية، انما من دون أن يكون ملزما بتلبية تلك الطلبات. وأقول بكل وضوح وصراحة وحسب الدستور، فإن رئيس الحكومة عندما يتشاور مع الكتل النيابية همه ليس فقط ارضاء هذه الكتلة او تلك، بل أن يؤلف فريق عمل متجانسا ومتضامنا وقادرا على حل المشكلات، وأن يطرح حلولا من خلال الأشخاص الذين يختارهم، واستنادا إلى السياسات والبرامج التي يحددها لحكومته. والامتحان الذي يجب عليه أن ينجح فيه، هو امتحان لمرة واحدة ويكون ذلك في مجلس النواب وليس في أي مكان آخر".

أضاف: "حزب الله يؤخر عملية التأليف بانتظار التطورات في المنطقة، ولعله في ذلك يحقق بعض التنازلات من رئيس الحكومة المكلف. ولكن فعليا لا يمكن ان ننسى أن الحزب يعطي إشارات ملتبسة للبنانيين. على أي حال، أنا كما سمعت من الرئيس الحريري ان الاشخاص الذين يقترحهم وزراء في الحكومة العتيدة هم أصحاب كفاءة وغير حزبيين ومستقلون وكذلك غير مستفزين".

وتابع: "في الماضي قدم دولة الرئيس الحريري تنازلات، لكنها كانت نتيجة الاجتهاد بأنها الوسيلة التي تمكننا من حماية لبنان، وهذا التقدير لم يكن صائبا في كلياته. أنا لم أكن مع تلك التنازلات بل ضدها، ولم أنتخب فخامة الرئيس، وقد أعلنت ذلك على الملأ، كما أنني لم أتفاجأ بتصرف فخامة الرئيس بل توقعته، لذلك كنت ضد التسوية الرئاسية". وقال: "أنا لم أترك المجموعة التي أنتمي اليها انما عبرت عن موقفي ضد التسوية، علما أنني عند انتخاب رئيس الجمهورية خرجت من اجتماع المجلس النيابي وقلت للاعلام انه الآن أصبح لدينا رئيس للجمهورية وعلينا أن نقف جميعا إلى جانبه، وهذا الكلام كنت أعنيه، لكننا فوجئنا بأن ممارسة الرئيس عون لموقع الرئاسة كانت مختلفة".

أضاف: "أنا مع التفكير الاستقلالي السيادي الحريص على لبنان وعروبته وعلاقاته العربية والدولية، وان يكون النظام برلمانيا ديمقراطيا، كما أحرص على الحريات في لبنان. كل هذه المبادىء ما زلت متمسكا بها، وهذا موقفي بالنسبة لتيار المستقبل". ونفى ردا على سؤال، "تشكيل جبهة مع فارس سعيد ورضوان السيد"، وقال: "هما صديقين، ونحن نتعاون مع بعضنا بعضا، وما أسعى إليه هو إيجاد بوصلة وطنية من عدد من الحكماء لهذه المرحلة". ووصف علاقته مع الرئيس الحريري، بأنها "جيدة جدا"، وقال: "حتى عندما اختلفت معه استمررت بتأييده، وبشكل واضح جدا". وعن علاقته ببهاء الحريري، قال: "إنه ابن الأخ والصديق الشهيد رفيق الحريري، وهو صديق لي أيضا، ولكنه صديق وليس للأمر علاقة بالسياسة. أما سعد فهو المرشح لرئاسة الحكومة، وهو الآن الرئيس المكلف".

وإذا كان الموقع السني في خطر، قال الرئيس السنيورة: "إن ما نشهده الان هو محاولات لما يسمى ممارسات مخالفة للدستور. إن خوفي الدائم هو على لبنان وليس فقط على فريق من اللبنانيين، لذلك لا يجوز تقزيم المشكلة بالقول إنها الآن لدى السنة. بنظري المشكلة الآن تمس كل اللبنانيين، فنحن نريد العودة الى بلد طبيعي يمارس حقه وحق اللبنانيين بالحياة وأن تكون لديهم دولة مستقلة وسيدة على قرارها الحر".

وعن تولي اسماء جديدة لرئاسة الحكومة، وإذا كان يوافق على تنحي الرئيس الحريري، قال: "أعتقد أنه كانت لدينا تجربة في لبنان عندما حاول مجلس النواب اقتراح اسم الدكتور مصطفى أديب لتأليف الحكومة، وقد رأينا أن ذلك غير ممكن ولا يستقيم الاتيان بحكومة لا تجربة سابقة لدى أعضائها في هذا الظرف بالذات. نحن مع عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة لأن لديه تجربة حكومية وناضجة ويمكن أن يقود فريقا من غير الحزبيين وغير المستفزين".

وتعليقا على مقالة وليد جنبلاط التي اعتبر فيها أن حكومة اختصاصيين هي بدعة في الوقت الحالي، قال الرئيس السنيورة: "لا أعتقد أنها بدعة، وأرى بعد المتغيرات التي طرأت على لبنان، ان هذه المنظومة السياسية التي شهدناها على مدى السنوات الماضية وبسبب ممارساتها وطريقة عملها وتحاصصها وزبائنيتها واستعصاءاتها، فإنها إلى زوال. وأكاد أرى انها بداية النهاية لهذه المنظومة السياسية مثلما أرى انها بداية النهاية لحزب الله".

وردا على سؤال إذا كان "النموذج الاقتصادي الحريري قد فشل، قال: "إطلاقا لم يفشل، فمقتضيات النظام الاقتصادي الذي اتبعناه ليس بأن نستمر في الاستدانة التي اضطررنا لها على أساس التزام القيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، والتي تؤدي إلى تصويب الإدارة والأوضاع المالية بحيث لا يصح ولا يجوز أن يستمر العجز في الموازنة والخزينة. وليكن معلوما، أن لبنان بدأ يعاني من العجز المستمر منذ العام 1975، وحين أتى رفيق الحريري في العام 1992 كان على الدولة اللبنانية آنذاك دين عام مجموعه 3 مليارات دولار".

أضاف: "النموذج الاقتصادي الذي اعتمدناه قائم على الاستفادة من الميزات التفاضلية للبنان وليس فقط في قطاع الخدمات. ففي نهاية العام 1992 كان لبنان مدمرا والمستوى المعيشي للمواطن بالحد الأدنى كان حوالى 80 دولارا والمساعدات العربية والدولية شحيحة. وكان علينا ان نعتمد السياسات والإجراءات التي تمكننا من إعادة بناء البنى التحتية ورفع مستوى معيشة اللبنانيين، وفي الوقت نفسه التقدم في مجالات الصناعات والخدمات المتميزة في نوعيتها وكلفتها، والتي تستفيد من ميزات لبنان التفاضلية".

وإذا كان يتحمل مسؤولية لجهة عدم تدارك ما وصلنا إليه، قال: "ليس وزير المالية الحاكم بأمره في لبنان، فهو يقول رأيه ويدافع عنه انما هناك حكومة ومجلس نواب. ولأكن واضحا، أقول بأننا لو تحدثنا مع حيطان مجلس النواب وحيطان مجلس الوزراء لتكلمت بما كان يحصل في تلك الاجتماعات، فهي وجميع الحضور من الوزراء والنواب كان يسمع مني كلاما واضحا ودائما ومستمرا كنت وأردده على مسامع الجميع بأن هذه الطريقة في الاستمرار بالانفاق دون ضوابط ودون تدبير الإيرادات اللازمة لخفض العجز في الخزينة العامة، لن تصل الى نتيجة. إذ أن ممارستنا في إدارة شؤوننا العامة يؤدي إلى عجز سنوي مستمر، وبالتالي يجب أن تكون هناك معالجة صحيحة على جانبي الانفاق والايرادات، ونحن يجب ان يكون لدينا دولة رشيقة". وعن المسؤول عن هذا العجز، قال: "كان هناك عدد كبير من اعضاء مجلس الوزراء، وكذلك في مجلس النواب، إذ كانت كل التيارات السياسية الممثلة في الحكومة والمجلس النيابي ضد المنطق الذي كنت أتمسك به وأدافع عنه. وهم كانوا جميعا يوافقون على كل موازنة كانت تعرض عليهم بعد أن تجري عليها التعديلات، وهي أن يلغوا مصادر الايرادات وبالتالي يزيدون من حجم الانفاق، ومن حجم العجز ثم في زيادة حجم الاستدانة والدين العام".

وإذا كان تيار "المستقبل" مسؤولا ايضا، قال: "إنه مسؤول أيضا، وهذا الكلام كنت اوجهه دائما في كل جلسة من جلسات إقرار الموازنة في الحكومة وفي اللجان النيابية المختصة وفي الهيئات العامة لمجلس النواب كانوا يسمعون والجميع كانوا يقرأون ما كنت أقول لهم ولكنهم لم يستجيبوا".

أضاف: "المسألة ليست تواطؤا بل اشترك الجميع ضد المقاربات التي كنت اقترحها. وأنا ضميري مرتاح لانني كنت أنبه من أن كل الأمور التي كانت تحصل آنذاك إذا استمرت سوف تؤدي إلى كارثة، وكل هذا الامر شاهد عليه كل من زاملني في الحكومة وفي مجلس النواب. وكل فذلكات الموازنة كانت تنص عليه صراحة، وفي كل الاجتماعات التي كانت تعقدها الهيئة العامة لمجلس النواب وكل اجتماعات اللجان المالية كانوا يسمعون كل هذه التحذيرات".

وإذا كان نادي رؤساء الحكومة أتى للرد او خلق توازن مع الثنائي الشيعي او مع الثنائيات الأخرى، قال: "لم تكن تجمعنا كرؤساء حكومة سابقين أهداف طائفية ومذهبية، بل هدفنا الاساسي كان ما أصبحنا نراه ونسمعه من استمرار لوجود خروقات للدستور والقوانين، ودافعنا من ذلك هو ان نجتمع لنؤكد اهمية العودة لاحترام الدستور، لا أن نشكل فريقا سنيا أو نقف ضد الثنائي أمل وحزب الله. اما إذا كان الرئيس بري يميل إلى حزب الله، فأرى أن لديه وجهة نظر ولكن في المحصلة وفي الامور الاساسية هو يقف الى جانب حزب الله". وتعليقا على قول وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي أن لا مربعات أمنية لـ"حزب الله"، قال: "هذا من ضمن سلسله الانكار التي نراها في هذه الحكومة، فالمربعات الامنية تتفشى وتتوسع وتعم ليس فقط في الضاحية الجنوبية لبيروت او في مناطق الجنوب بل أصبحت موجودة في أكثر من مكان في لبنان". أضاف: "إنه مسؤول في الدولة اللبنانية وعليه أن يقول الحقيقة، وإلا على الاقل يسكت ولا يقول عكس الحقيقة".

وعن موضوع "القرض الحسن" وخطورة وجود قطاع مصرفي خاص لـ"حزب الله"، قال الرئيس السنيورة: "هذا ناتج عن انهيار الدولة والثقة بالمؤسسات الدستورية، وانهيار الاقتصاد وقطاع الخدمات والقطاعات المصرفية والسياحية والاستشفائية والتعليمية. ان ما نراه الان هو محاولة للحلول محل الدولة. إن الدولة هي التي ينبغي أن تكون صاحبة القرار والسلطة الوحيدة على الأرض اللبنانية، الدولة الرشيدة والقادرة والفاعلة التي همها النهوض بالبلد على كافة الصعد، على اساس إعطاء دور صحيح للقطاع الخاص، وهناك كلمة نحتها أنا في اللغة العربية هي ترشيق الدولة وترشيد قراراتها، أي ما يسمى قرارات الحكومة. الترشيق في أن تكون الدولة صغيرة الحجم ولكن شديدة الفعالية".

وردا على سؤال أن "حزب الله" بنى نفوذه بدخوله مع تيار "المستقبل" في مجلس الوزراء وسدة الحكم، ولماذا تعايش التيار مع هذا الوضع، قال: "هذا نتيجة ما يسمى السكوت عن هذا التوسع التدريجي لحزب الله إلى أن تمدد تدريجيا وأصبح مطبقا على الدولة وعلى جميع القطاعات والمرافق".

وإذا كان يتوقع لائحة عقوبات جديدة، قال: "نعم، أعتقد أن الذين يتكلمون عنهم في علاقتهم مع مؤسسة القرض الحسن أشخاص لجأوا كي يودعوا أموالا في هذه المؤسسة، وهذا مخالف لقانون النقد والتسليف. كما أنهم لجأوا إلى رهن ذهب أو حلي ذهبية كضمانة ويقترضوا عليها بالدولار الأميركي. وطبيعي هذا الامر مخالف لقانون النقد والتسليف بشكل صريح وواضح".

وعن اعتبار البعض له بأنه رمز للفساد، قال: "ما يحدث هو أن شعور الناس بالضيق أدى بهم لأن يأخذوا البريء في جريرة العاصي. وأنا شديد الايمان والثقة بأن ما قمت به لم يكن الا لمصلحة لبنان واللبنانيين. لا أنكر مسؤوليتي ولكن في كثير مما يسمى المفارق الأساسية التي مررت ومر بها لبنان، كنت أعبر عن رأيي في مجلس الوزراء، وأنا لست الحاكم بأمره في هذا المجلس، وليس عندما كنت وزيرا ولا عندما أصبحت رئيسا للوزراء، بل كل من شاركني في مجالس الوزراء وفي الفترات التي كنت فيها وزيرا على مدى خمس حكومات ورئيسا لحكومتين ونائبا على مدى 9 سنوات يشهد بأنني كنت دائما اقول رأيي بصراحة".

أضاف: "في المواقع التي كنت قادرا على الحسم كنت أقوم بذلك. ولكن أسأل نفسي دائما هل عندما كنت أتحمل مسؤولية كنت أحاول الاسهام في التقليل من المخاطر التي قد يتعرض لها لبنان؟ نعم. إلا أنني لم أنجح في تحقيق كل ما أردته من إصلاح، واعتبر أن وجودي في الحكومة أو رئيسا لمجلس الوزراء أو نائبا كان فيه قيمة مضافة للبنان".

وعن رأيه بوجهة لبنان اقتصاديا، قال: "سقوط حر بدون اي ضوابط وبدون أي شبكة نجاة أو مكاسب، لكن ما زال هناك امكانية للخروج من هذا المأزق الخطير، وأنبه الى أن كل يوم تأخير يقابله سنة آلام ومعاناة وأوجاع إضافية".

ورأى أن "رئيس الجمهورية عليه أن يحول دون ذهاب لبنان إلى جهنم، ولكن للأسف لا يقوم بما يمنع ذلك".

وإذا كانت التجربة ظلمت الرئيس حسان دياب، قال: "نعم لقد ظلمته وظلم نفسه، فبدل ان يتصرف كرئيس حكومة، انصاع للتشنجات والأحقاد لدى الرئيس ورئيس التيار الوطني الحر ظنا منه بأن ذلك الطريق هو لإنقاذ لبنان".

وعن أسباب وقوف الرئيس الحريري الى جانب الرئيس دياب بعد الادعاء عليه في موضوع المرفأ، قال: أعتقد ان الرئيس الحريري نظر إلى الأمور من الناحية الدستورية لأن هناك خلطا فليس المطلوب كف يد القاضي، علما أن موقفنا دعا الى لجنة تحقيق دولية، القاضي يجب ان يستمر في عمله انما بغير طريقة الادعاء على ثلاثة أشخاص: رئيس الحكومة والوزيرين، لأن في ذلك كيدية، لا أراها بعيدة عن رئيس الجمهورية، ولكن فعليا البت بالأمر يعود للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وأنا أعتقد أن ليس هناك في مجلس النواب والقضاة المعنيين من يجرؤ على تغطية هذا الموضوع، إذا كان هؤلاء الأشخاص الثلاثة قد ارتكبوا إهمالا أو تقصيرا، بالإضافة إلى ذلك هناك 12 شخصا آخرين ليسوا رؤساء حكومة، فلماذا اختار القاضي اثنين منهم وليس الباقين؟ كل هذه أخطاء، وأكثرها ما يجري الآن من حرف لانتباه اللبنانيين أكان في عملية التحقيق في موضوع المرفأ أو في التحقيق الجنائي أو في موضوع الدعم للسلع وغيرها كثير. كل هذا يأخذنا بعيدا عن معالجة المشكلات الحقيقية، ومن أجل التغطية على دور حزب الله واستمراره وسلاحه في الإطباق والسيطرة على لبنان وضرب وتخريب علاقاته بمحيطه العربي وبالعالم".

وعن تيار "المستقبل"، قال: "من دون شك، هناك تراجع انما هناك عودة، وهذه العودة جيدة ويجب ان تكون مبنية على استيعاب حقيقي لكل الاخطاء والاستفادة منها، وأيضا البناء من اجل ان يكون تيار المستقبل تيارا وطنيا جامعا للبنانيين، واضحا من اجل الدفاع عن الاستقلال والسيادة وعن الحكم الرشيد".

وإذا كان الرئيس الحريري أخطأ في اجتهاداته، قال: "في هذا الامر يجب ان يكون هناك ممارسة أفضل للتصويب". وأكد ردا على سؤال، أن "السنة عليهم أن يتصرفوا بشكل وطني لا طائفي وهذا واجبهم، وأن يكونوا بالفعل من دعاة العيش المشترك".

وعن استمرار التمسك بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال الرئيس السنيورة: "في المواقع التي كنت فيها كان هناك تعاون معه، وأنا أعرفه جيدا، وحرام ان نحمله كل الاخطاء، فهذا لا يجوز. ولكن ايضا، كان مسؤولا عن أمر أساسي وهو ضرورة الالتزام بطبيعة الدور الذي أولاه اليه قانون النقد والتسليف، فقد أعطي كل الحصانات من أجل أن يقول لا للدولة عندما تتخطى إمكاناتها، انما لم يقل لا كما يجب ولم يقلها كافية، وهذا خطأه الأساسي، وبعد ذلك كانت الاخطاء بموضوع ما يسمى الهندسات المالية، وانا اجتمعت معه وكنت واضحا وصريحا حين قلت له انه أخطأ في هذه العملية بكل تفاصيلها".

وختم: "لقد ناديت منذ بداية عملي في وزارة المالية بإخضاع جميع حسابات الدولة اللبنانية بإداراتها ومؤسساتها للتدقيق والمحاسبة عبر التدقيق المحاسبي من خلال مؤسسات وبيوتات التدقيق الدولية، وقدمت عدة قوانين في هذا الشأن، والمرة الوحيدة التي تمت الموافقة عليها كانت في العام 2001 وذلك كان بإخضاع المؤسسات العامة اللبنانية للتدقيق وفي العام 2006 أرسلت مشروع قانون من حكومتي التي أقرته بالإجماع، وأحلته الى مجلس النواب بإخضاع جميع مؤسسات الدولة واداراتها الى التدقيق المحاسبي والمالي من قبل مؤسسات التدقيق العالمية وهذا القانون أرسل في العام 2006 وما زال قابعا في ادراج مجلس النواب".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 05 -06 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/94603/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-935/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 05/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/94605/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-05-2021/